كشف مؤشر “الرق العالمي” لعام 2023 الذي نشرته منظمة “وولك فري” أن كوريا الشمالية وموريتانيا وإريتريا سجلت هذه السنة أعلى مستويات للعبودية في العالم
فيما جاءت دول عربية أخرى، على غرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت في طليعة التصنيف بسبب اتباع هذه الدول “نظام الكفالة” الذي يقيد حريات العمال الأجانب وخادمات المنازل.
وأضاف التقرير أن حوالي 50 مليون شخص عانوا مما يسمى بـ”العبودية الحديثة” حول العالم في 2021، أي بزيادة تقدر بحوالي عشرة مليون شخص مقارنة بالإحصائيات التي أجرتها نفس المنظمة في 2016.
هذه الأخيرة التي تأخذ أستراليا موقعا لها كتبت على موقعها على الإنترنت “أن العبودية الحديثة مخفية عن الأنظار لكن رغم ذلك فهي متواجدة في جل أركان العالم”.
وأشارت أيضا إلى أن ” كل يوم يتم إرغام أشخاص على القيام بمهمات أو بأعمال لا يرغبونها ولا يستطيعون حتى رفضها. وكل يوم نشتري مواد تمت صناعتها من قبل أناس أرغموا على ذلك دون أن ندرك التكلفة الإنسانية وراء هذا العمل”.
كما كشف التقرير أيضا أن 28 مليون شخص يعانون من العمالة القسرية و22 مليون من ظاهرة الزواج القسري، موضحا أن الوضع تدهور جراء “النزاعات المسلحة المتزايدة والتي باتت أكثر تعقيدا، والتردي البيئي واسع النطاق” الذي تعرفه بعض مناطق العالم فضلا عن تداعيات وباء كوفيد 19 وعوامل أخرى.
ووفق البيانات التي جمعتها نفس المنظمة، فلقد أشارت إلى أن العبودية الحديثة تشمل “عبودية الدين والاستغلال الجنسي لأهداف تجارية وتهريب البشر والممارسات التي تشبه العبودية وبيع واستغلال الأطفال”.
وإذا كانت كوريا الشمالية المنعزلة عن العالم الدولة الأولى التي بلغت فيها العبودية الحديثة مستويات عالية (104.6 شخص لكل ألف نسمة حسب التقرير) فتصنيف منظمة “وولك فري” أظهر أيضا أن بعض الدول العربية حلت في المراتب العشر الأولى.
ويفيد التقرير أن نظام “الكفالة” يبقي العمال الأجانب تحت تصرف ملاك الشركات والمصانع ويعرضهم إلى “العبودية” سواء كان ذلك على مستوى شركات البناء أو داخل المنازل حيث تعاني بعض الخادمات الأجنبيات اللاتي جئن من دول أفريقية أو آسيوية من العنف المنزلي ومن ممارسات قمعية من قبل الأهالي.
هذا، ونشرت منظمة “وولك فري” على موقعها تصريحا لخادمة كاميرونية تحصلت على عقد عمل في منزل بلبنان تشير فيه إلى المعاملة الدنيئة التي تعرضت لها.
وقالت: “لو كنت أعلم أنني سأشتغل كخادمة في بيت وكسجينة دون أن أتمتع بالحرية لما قبلت الذهاب إلى لبنان. لم أكن اعرف أي شخص في هذا البلد. وقعت على عقد عمل عندما وصلت إلى لبنان دون أن أعرف الشخص أو الشركة التي ستوظفني ولا حتى على بنود العقد”.
ووفق نفس التقرير، عانى حوالي 1.7 مليون شخص من العبودية الحديثة في الدول العربية في 2021، أي حوالي 101 شخص من أصل ألف في حين تعرض إلى الزواج القسري حوالي 4.8 بالمائة من سكان هذه المنطقة.
من بين البلدان الأخرى المشمولة في قائمة الدول العشر الأولى، نجد تركيا “التي تستضيف عدة ملايين من اللاجئين السوريين وطاجيكستان وروسيا وأفغانستان.
وبالرغم أن العمل القسري بات أكثر شيوعا في البلدان ذات الدخل المنخفض، إلا أنه مرتبط بشكل أساسي بالطلب من البلدان الأعلى دخلا، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن ثلثي حالات العمالة القسرية بأكملها مرتبط بسلاسل الإمداد العالمية.
وذكر التقرير بأن بلدان مجموعة العشرين التي تضم الاتحاد الأوروبي إلى جانب أكبر 19 اقتصادا في العالم تستورد حاليا منتجات بقيمة 468 مليار دولار يُحتمل أنها تُنتج بالاعتماد على عمالة قسرية، مقارنة بمبلغ 354 مليار دولار الوارد في التقرير السابق.
و”وولك فري” هي منظمة عالمية تعمل على محاربة العبودية الحديثة وتدافع عن حقوق الإنسان. وتضم في صفوفها إحصائيين ومحامين متخصصين في الجرائم يعملون من أجل اقتلاع جذور العبودية الحديثة.
(فرانس 24)
Post comments (0)