نشر الرئيس قيس سعيد مسودة دستور جديد مقترح يوم الخميس من المقرر أن يطرح للاستفتاء الشهر المقبل ويمنح الرئيس سلطات أكبر ويقلص دور البرلمان في تصويت ترفضه بالفعل غالبية الأحزاب السياسية.
ويحكم سعيد البلاد بموجب مرسوم منذ جويلية الماضي عندما نحى جانبا البرلمان ودستور 2014 الديمقراطي في خطوة وصفها خصومه بأنها انقلاب. وتعهد سعيد بإصلاح النظام السياسي.
وسيصوت التونسيون على الدستور الجديد في استفتاء يجرى في 25 جويلية ولا يشترط حد أدنى لنسبة المشاركة.
ومع معارضة معظم الأحزاب السياسية لتحركات سعيد وحثهم أنصارهم على المقاطعة، يقول محللون إن الدستور الجديد سيمرر على الأرجح لكن بمشاركة شعبية محدودة.
ولم يصدر أي من الأحزاب الكبيرة، ومنها حزب النهضة الإسلامي الذي كان أكبر أحزاب البرلمان ولعب دورا رئيسيا في الحكومات الائتلافية المتعاقبة منذ الانتفاضة، أي تعقيب حتى الآن على مسودة الدستور.
ويركز الكثير من التونسيين بدرجة أكبر على الأزمة الاقتصادية المتنامية والتهديدات التي تواجهها المالية العامة والتي تتسبب في تأخر الرواتب وتنذر بنقص سلع أساسية مدعومة.
ولم تلق مناقشة إلكترونية عقدها سعيد منذ يناير كانون الثاني حتى مارس آذار استعدادا لصياغة الدستور اهتماما يذكر من التونيسيين إذ شاركت فيها قلة قليلة فحسب.
* السلطة
تركز مسودة الدستور المقترح، التي نُشرت في الجريدة الرسمية يوم الخميس، معظم السلطات السياسية في قبضة سعيد وتمنحه سلطة مطلقة على الحكومة والقضاء.
وكان البرلمان في السابق صاحب أكبر قدر من السلطة السياسية، إذ كان يضطلع بالدور الرئيسي في تعيين الحكومة وإقرار التشريعات.
أما في الدستور الجديد فستكون الحكومة مسؤولة أمام الرئيس وليس البرلمان. لكن سيظل البرلمان قادرا على سحب الثقة من الحكومة بأغلبية الثلثين.
وسيسمح الدستور الجديد للرئيس بطرح مشاريع قوانين وبأن يكون مسؤولا دون غيره عن اقتراح المعاهدات ووضع ميزانيات الدولة.
كما سينشئ الدستور هيئة جديدة تسمى “المجلس الوطني للجهات والأقاليم”، ستكون بمثابة غرفة ثانية للبرلمان. لكنه لا يذكر أي تفاصيل بخصوص كيفية انتخابها أو السلطات التي ستملكها.
رويترز
Post comments (0)