أضاءت الأنوار المدينة العتيقة بالعاصمة التونسية، في إطار تظاهرة احتفالية بشهر رمضان باسم “ضوي المدينة”.
وتنظم الاحتفالية بمبادرة من وزارة السياحة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، خلال الفترة من 15 إلى 29 أفريل الجاري.
والمدينة العتيقة بتونس تحظى بمكانة حضارية مميزة، لتمتعها بتاريخ عريق يعود إلى عام 698، وتقع فوق ربوة تطل على البحر وتمتدّ على نحو ثلاث كيلومترات.
معالم تاريخية
ترصعت الأضواء على “الباب الكبير” الذي يفصل بين الجهة الجنوبية للمدينة العتيقة ونظيرتها الجديدة بالعاصمة تونس، إذ تحول باب البحر إلى شاشة ضخمة.
وبمقاطع مصورة تظهر عراقة المعالم التاريخية والأثرية داخل المدينة العتيقة، عرض على باب البحر فيديوهات وصور لجامع الزيتونة، وقصور البايات والمراكز الثقافية والمساجد الأثرية.
فيما احتشد عشرات المواطنين وسط ساحة النصر، لمشاهدة عرض “الإسطمبالي” الراقص على أنغام الايقاعات الإفريقية ونغمات آلة الطبلة.
وتعد “بوسعدية” إحدى أبرز رقصات “الإسطمبالي”، والتي تروي حكاية رجل تعرضت ابنته للسبي فرحل يبحث عنها بإطلاق إنشاد موجع وهو متخفي بقناع وملابس خاصة باتت فيما بعد موسيقى فولكلورية ورقص شعبي يزين المهرجانات التونسية.
ومن ساحة النصر، التي تعد إحدى ساحات العاصمة التي تربط بين المدينتين العتيقة والحديثة، انطلقت الاحتفالات من مقر الكنيسة القديمة “الصليب المقدس” والمعروفة باسم “وسانت كروا”.
وشهدت باحة الكنيسة عرضا فنيا راقصا رافقه معرض لصناعة الفخار الذي يعد تراثا ماديا في البلاد.
وسانت كروا هي كنيسة كاثوليكية تم بناؤها عام 1662 ثم وقع ترميمها سنة 1848 بأمر من أحمد باي بن مصطفى الذي أمر بتوسعتها وذلك قبل وصول الاستعمار الفرنسي إلى تونس (1881-1956).
وتتكون الكنيسة بالإضافة إلى قاعة العبادة من مستشفى مجاور كان مسخرا لرعاية ومداواة السجناء الكاثوليك.
ترويج سياحي
ومن كنيسة الصليب المقدس، مرت الجولة الاحتفالية بسوق الصناعات التقليدية والمقاهي العتيقة التي تفوح بعبق الماضي، إذ تعج المدينة العتيقة بحوالي 40 سوقا تشمل مختلف الأنشطة التجارية.
كما تطرقت الجولة إلى المركز الثقافي “بئر الأحجار” والذي تأسس في عهد علي باي الأول عام 1757، وكان مخصصا كمبيت لطلاب جامع الزيتونة، والذي تحول منذ تسعينيات القرن الماضي إلى مركز ثقافي.
واتنهى الطواف الاحتفالي في ساحة التريبونال العريقة أمام قصر خير الدين، الذي تم تشييده بين عامي 1860 و1870، وهو قصر يجمع بين النمط التقليدي والتجديد الأوروبي، بتقديم عرض كوريغرافي بألعاب بهلوانية مبهرة.
وفي تصريح لوكالة أنباء الأناضول، قال أنس بوخريص مندوب وزارة السياحة : “تم اختيار هذه المعالم التاريخية من أجل التعريف بها والترويج السياحي لها”.
وأضاف: “هذه التظاهرة تأتي بمبادرة من وزارة السياحة ، في إطار برنامج (تونس وجهتنا)، وهو برنامج يساعد البلاد على تنشيط المدينة والنهوض بالتراث التونسي”.
وأوضح أن الاحتفالية تهدف إلى “التنشيط الثقافي والموسيقي والسياحي، نظرا لما تتمتع به المدينة العتيقة من حضور لافت على الساحة السياحية لا سيما طوال شهر رمضان.
وكالة انباء الأناضول
Post comments (0)