شارك عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، يوم 24 أكتوبر 2022 في الاحتفال الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة بالتعاون مع بلدية تونس إحياء ليوم الأمم المتحدة الذي يوافق هذه السنة مرور 77 عاما على دخول الميثاق التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة حيز التنفيذ.
وبحضور عدد هام من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بتونس وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني وعدد من الشباب المنتفعين من برامج التعاون مع المكتب، ألقى السيد الوزير كلمة أكد فيها التزام تونس بميثاق الأمم المتحدة وبأهمية التعاون متعدد الأطراف تحت مظلة المنظمة الأممية.
وأبرز الوزير أن الأمم المتحدة صمدت إزاء عديد التقلبات والمتغيرات الدولية التي أثرت في النظام العالمي منذ نشأتها من عالم ثنائي القطبين إلى عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب، مع كل ما حكم هذه التغييرات من مصالح متضاربة.
وأكد أن العالم لا يمكن أن يكون إلا عالما متعدد الأطراف وأن التحديات القائمة اليوم تثبت ذلك باعتبارها تحديات عالمية تستوجب حلولا عالمية يشترك الجميع في صياغتها، وهو ما ترجمه نداء الأمين العام للأمم المتحدة عند بداية انتشار الجائحة عندما دعا إلى استجابة جماعية تضامنية للوباء باعتبار أنه “لا يمكن لأحد أن يكون في مأمن من التهديد الوبائي طالما أن الجميع غير آمن ” .
وبين الوزير الجرندي أن هذا النداء لا يقتصر فقط على جائحة كوفيد-19 وإنما جميع الأزمات والتحديات من صراعات وتغير مناخي وعوامل هشاشة وغير ذلك من القضايا التي تستوجب حلولا تشاركية جامعة وشاملة ومستدامة.
وأشار الوزير إلى انخراط تونس الفاعل في الاستجابة لهذا النداء العالمي من خلال مبادرة سيادة رئيس الجمهورية بتقديم القرار 2532 الهادف إلى إقرار هدنة إنسانية في مناطق النزاعات والذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع.
وشدد على أن الأمم المتحدة يجب أن تظل هي بوصلة المجموعة الدولية وملاذها مشيرا إلى أن أداء المنظمة قابل للتطوير لا سيما على مستوى آلياتها وسرعة استجابتها، مبرزا جهود الأمين العام في هذا السياق والتقدم المحرز الذي حققه.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج أنه من أشد المؤمنين بالعمل متعدد الأطراف من واقع تجربته الشخصية المهنية التي قضاها في الأمم المتحدة والعمل الميداني والمفاوضات السياسية. وما شهده من محاولات حصر دور المنظمة في إطار إداري بيروقراطي ولكنه ظل يؤمن بضرورة وجودها وتعزيزها والمحافظة عليها.
وفي ختام كلمته توجه السيد الوزير بالشكر والتقدير لجميع العاملين في منظمة الأمم المتحدة ولحفظة السلام من كفاءاتنا الوطنية الذين ساهموا في إعلاء راية تونس، وبلمسة وفاء إلى كل من قضى دفاعا عن قيم الأمم المتحدة وفي مقدمتهم الراحل الوطني الهادي العنابي الذي شغل منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في هايتي وقضى ضحية زلزال مدمر ضرب البلاد سنة 2010.
وختم بالقول أنه لا يمكن لبلد أن ينجح بمفرده كما لا يمكن له أن يفشل بمفرده. فالدولة هي انتماء وهي كيان يتفاعل مع محيطه يتأثر به ويؤثر فيه وتظل قدرة تونس على الصمود وصنع النجاح هي سمتها الفضلى.
Post comments (0)