تولّت آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، بحضور ومشاركة علي مرابط، وزير الصحّة، خلال موكب انتظم امس الثلاثاء 2 أفريل 2024 بمدينة الثقافة، إطلاق دليل الأولياء لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد الذي أنجزتهُ وزارة الأسرة بالتعاون مع الجمعيّة التونسيّة للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين في إطار برنامج دمج أطفال طيف التوحّد في مؤسسات ما قبل الدراسة.
وشهد الموكب حضور محمد الدوعاجي، المدير العام لديوان الأسرة والعمران البشري و أسماء بودن رئيسة الجمعيّة التونسيّة للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين و نبيهة كمون التليلي رئيسة الغرفة الوطنية لرياض ومحاضن الأطفال وعدد من ممثلي/ات مكونات المجتمع المدني الناشط في المجال والمهنيين والإطارات التربوية وعدد من أصحاب رياض الأطفال المنخرطة في البرنامج.
وأكّدت الوزيرة بالمناسبة أنّ هذا الدّليل يعدّ تتمة للدّليل الأوّل المنجز خلال السنة الفارطة والمخصّص للمربيّ باعتبار أهميّة تشريك الأولياء وأفراد الأسر ودورهم الأساسيّ في التّعهّد بالأبناء وضمان الدّمج التربوي والاجتماعي للأطفال ذوي اضطراب طيف التّوحّد.
وبيّنت أنّ هذا الدليل يعمل على التوعية والتّعريف بمفهوم اضطراب طيف التّوحّد وتبسيطه ويقدّم للأولياء جملة من الممارسات المثلى لإعانتهم على التّعامل اليومي مع أطفالهم ومجموعة من النّصائح لمساعدة الوليّ على تنمية مهارات طفله ودعم استقلاليّته، مبرزة أنّه تمّ بالتوازي مع إصدار الدليل إنجاز ومضات تحسيسية وتثقيفية حول اضطراب طيف التوحد من إعداد المركز الوطني للإعلامية الموجهة للطفل.
وأفادت الوزيرة أنّه بعد سنتين من تنفيذ البرنامج الوطني لدمج أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكّرة ارتفع عدد رياض الأطفال المنخرطة في البرنامج من 303 روضة أطفال سنة 2022 إلى 475 روضة سنة 2024، مؤكّدة أيضا تضاعف عدد الأطفال المنتفعين بالبرنامج من 295 طفلا في مستهلّ السنة التربوية 2022-2023 إلى أكثر من 600 طفلا وتخصيص اعتمادات تفوق 1.3 مليون دينار خلال سنة 2024.
وذكّرت الوزيرة أنّه تمّ في سبتمبر 2022 إمضاء المنشور المشترك مع وزارة الصحة لضبط صيغ قبول الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكرة وتعزيز الشراكة مع الجمعيّة التونسيّة للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين لإنجاز دليلي المربي ودور الأولياء، مُبرزة تضافر جهود جميع الهياكل والعمل التّشاركي بين كافة الأطراف المتدخّلة في المجال لضمان مرافقة الطّفل ذي اضطراب طيف التّوحّد وفق رؤية شموليّة ومتكاملة وموحّدة وتمتيعه بخدمات تربويّة وصحّيّة ذات جودة.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد علي المرابط سعي وزارة الصحة بمختلف هياكلها الى المساهمة في مجال التقصي والتعهد بهؤلاء الأطفال حيث يمثل ” طيف التوحد” المحور الأول للخطة الوطنية للنهوض بالصحة النفسية للطفل والمراهق التي ترتكز على الرفاه والصحة النفسية بالأوساط التربوية والوقاية من الانتحار والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر والوقاية من العنف والتعهد بضحاياه، حيث تم دعم قدرات الفرق الصحية في مجال التشخيص والتوقي والتعهد والادماج التربوي.
كما ثمن الوزير إسهام كل الفاعلين من مختلف الوزارات والهياكل ومكونات المجتمع المدني في النهوض بالصحة النفسية لدى الطفل باعتبارها جزء لا يتجزأ من مفهوم الصحة بمختلف أبعادها وتكريس الحق الدستوري في الصحة.
من جهته، أشاد ميشال لوبيشو، ممثل مكتب اليونيسف بتونس، بمجهودات وزارة الأسرة في مجال دعم الطفولة المبكرة من خلال إطلاق دليل الأولياء لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، معبرا عن دعم اليونيسيف المستمر للوزارة ولكافة الأطراف المتدخّلة لتحقيق أهداف هذا الدليل الذي يسعى أساسا إلى دمج الأطفال المصابين بطيف التوحد.
وبيّن في هذا الإطار أن اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد يمثل مناسبة للتذكير بملايين الأطفال وعائلاتهم الذين يعانون من طيف التوحد و للاحتفاء بقوتهم وبتجاربهم الفريدة، مبرزا ضرورة الاستثمار في الأطفال لتحقيق الأهداف التنموية على المستوى العالمي والوطني والمحلي من خلال دعم مختلف المشرفين على قطاع التربية ما قبل المدرسية لاسيما الأولياء وتمكينهم من الآليات للتقصي بصفة مبكّرة وفهم أعراض طيف التوحد لحسن التعامل مع أطفالهم.
وتمّ خلال هذا الموكب تقديم مضامين دليل الأولياء لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد بدءا بالتعريف باضطراب طيف التوحد وتبسيط أعراضه وكيفيّة تشخيصها، وصولا إلى تقديم النصائح للأولياء حول الممارسات الفضلى للتعاطي معه والتعامل مع أطفالهم.
كما تمّ أيضا عرض النتائج المحقّقة للبرنامج “سنتين بعد إطلاق البرنامج الوطني لإدماج أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمؤسسات الطفولة” وتقديم شهادات حيّة لثلة من الأولياء المنتفعين بالبرنامج، وتكريم عدد من أصحاب رياض الأطفال الذين نجحوا في إدماج أطفال طيف التوحد.
وزارة الأسرة و المرأة
Post comments (0)