وزارة الفلاحة تُعلن عن استراتيجيات جديدة لتقليص استهلاك المياه في تونس

تعمل وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على تنفيذ خطة لتسقيف استهلاك المياه الفردي، بحيث لا يتجاوز استهلاك الفرد 125 لترا من المياه يوميا. وأوضح عبد الحميد منجة، مدير عام الهندسة الريفية واستغلال المياه بالوزارة، أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية مائية طويلة الأمد تم إعدادها حتى عام 2050، بهدف التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة في البلاد.

وأشار منجة خلال ورشة عمل حول «تأقلم المؤسسات مع التغيرات المناخية» التي نظمت في سوسة من 5 إلى 7 ديسمبر 2024، إلى أن هذا التوجه يستند إلى عدة محاور، أبرزها تشجيع اقتناء معدات موفرة للمياه على المستوى المنزلي وفي الوحدات السياحية. كما سيتم التوجه نحو إعادة تدوير المياه داخل نفس الوحدة السياحية أو الصناعية، مما سيسهم في تحسين كفاءة استخدام المياه وتقليل الضغط على الموارد المائية.

وفي ظل التحديات المائية الكبيرة التي تواجه البلاد، أضاف منجة أن تحلية مياه البحر ستكون الحل الأنسب لضمان تزويد المواطنين بالماء الصالح للشرب. وستشمل الاستراتيجية أيضا تحسين إدارة الطلب على المياه لتجنب التكاليف الباهظة على المستوى الوطني، في وقت يشهد فيه القطاع المائي قلة في الموارد الطبيعية وتغيرات في أنماط التساقط والأمطار.

كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية إعادة استخدام المياه المستعملة المعالجة، خصوصا في مجالات الزراعة مثل زراعة الأعلاف والحبوب، لضمان الأمن الغذائي. وفي هذا السياق، تعمل الوزارة على تحلية المياه الجوفية لدعم القطاع الفلاحي، خاصة في مناطق الساحل وصفاقس، لتوفير المياه اللازمة لري غراسات الزيتون والمحاصيل الأخرى.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، سيتم العمل على رفع كفاءة شبكات المياه، وذلك عبر تنفيذ تجارب جديدة باستخدام عدادات ذكية لضمان مراقبة أفضل للاستهلاك. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم الوزارة بتنفيذ تدقيق مائي على كبار المستهلكين للماء الصالح للشرب، ووضع خطة عمل لتحسين كفاءة الشبكات المائية على مستوى النقل والتوزيع.

وات