قالت المديرة العامة لوحدة انجاز البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي بوزارة التجهيز والإسكان، سندس الباجي كريم، إن الوزارة تستهدف بلوغ بناءات ذات صفر انبعاثات كربونية في أفق 2050.
وأضافت في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، بمناسبة الدورة 16 لمعرض البناء الايكولوجي المنتظم بمقر اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية على امتداد يومي 28 و29 فيفري 2024، أنه سيتم تقديم نتائج عمل لجنة التفكير حول البناء المستدام على غرار التنقيحات المزمع إجراؤها في كراسات الشروط بالنسبة إلى المصممين المشاركين في المشاريع العمومية ووضع دليل للمواد الحديثة في البناء الإيكولوجي بالاضافة إلى إسداء التوجيهات والنصائح حتى تكون المواد الحديثة المستعملة مطابقة للمواصفات.
وقالت إن الوزارة أجرت تنقيحات أيضا على مستوى النصوص خاصة تلك المتعلقة بالتقنين الحراري في المكاتب والإقامات السكنية والبناءات الراجعة بالنظر لوزارتي الصحة والسياحة، مضيفة أن التنقيحات شملت كذلك مخططات التصرف في النفايات ومتابعتها وكل ما يخص الاقتصاد في الطاقة واستعمال المواد الإيكولوج
ومن جهته، أفاد مدير التحويل والتجديد التكنولوجي بالمركز الدولي لتكنولوجيات البيئة بتونس فاضل المهيري ، بأن المركز عمل على تطوير شبكة خبراء فاعلين في البناء الإيكولوجي، بالاضافة إلى إنجاز مشروع في إطار الشراكة مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي يتعلق بصنع مواد بناء اعتمادا على نفايات المواد الغذائية والأشجار والنباتات.
وقال المهيري “تمكنا من إنجاز بناية في مقر المركز من الطوب الترابي المظغوط مقتصدة للطاقة وذات تكلفة منخفضة على مستوى البناء والصيانة”.
وأوضح أن المركز قام بنقل هذه التجربة إلى إيطاليا إلى جانب منتوجات متنوعة في مجال البناء الإيكولوجي خلال مشاركته في معرض بمدينة بالرمو، مشيرا إلى حصولهم على عديد الجوائز.
وأبرز مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير فاخر خراط ، أن مشاركتهم في المعرض تهتم بالتحكم في الطاقة والتجديد في البناء ، مضيفا “لا بديل اليوم عن الانتقال الإيكولوجي في مجال البناء فهو أمر فرضه الواقع”.
وفسّر خراط، ذلك بقرب نفاذ موارد الطاقات التقليدية إضافة إلى التكلفة الطاقية الكبيرة للبناء ، مؤكدا أن التوجهات الحالية هي نحو التنمية المستدامة ” فالعالم اليوم يتوجه أكثر فأكثر نحو كل ماهو ايكولوجي” حسب تقديره.
وتابع “البناء الايكولوجي، يدخل في الحقيقة في عاداتنا القديمة فقد استعمله التونسيون منذ القديم في كل جهات البلاد ولكن الاشكال اليوم يكمن في التوجه نحو العصرنة المطلقة دون قراءة العواقب” ودعا إلى مراجعة النصوص الترتيبية وضرورة أن تنخرط الدولة والباعثون العقاريون والصناعات في هذا المسار من خلال تحسين المواد والتدوير .
وأردف قائلا: ” أنجزنا مشروعا على المستوى المدرسة حول كيفية استعمال الفواضل الفلاحية على غرار الزيتون والبرتقال واللوز.. التي يقع خلطها بالطين وتمكنا من صنع مواد بناء صديقة للبيئة وفي نفس الوقت عازلة.
وبخصوص جديد المدرسة في مجال البناء الإيكولوجي ، أكد الخراط قيامهم بالعديد من البحوث في اتجاه تحسين المواد المستعملة في البناء وعدم الاقتصار على المواد التقليدية بل السعي نحو التطوير والتجديد واستعمال مواد صديقة للبيئة ، إضافة إلى العزل الحراري حتى يكون البناء صحي ويستهلك طاقة أقل.
Post comments (0)