ساعات قليلة ويحتفل المسلمون بشتي بقاع الأرض بمولد خير الخلق.
تختلف مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى من دوله عربية إلى أخرى، فبين تخصيص أراضى للاحتفال ورفع الرايات، وبين المواكب الصوفيه، واستعراضات لفرق فلكلورية وشموع وما يصاحبها من مظاهر البر والإحسان والتراحم بين الناس، تعلن الدول العربية بدء الاحتفال بمولد الرسول
وترصد “بوابة الوفد” من خلال السطور التالية مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى فى دول العالم العربى ومنها :
يكون الاحتفال بهذه المناسبه فى السودان العاصمة بمدنها الثلاث (الخرطوم وأمدرمان وبحري) ، فى ارض مخصصة تنصب الخيام فيها وتتلألأ الأنوار وتدق الكاسات وترفع الرايات وتسير المواكب الصوفية يتقدمها رجالات الدولة ومشايخ الطرق الصوفية والموسيقى العسكرية ،يتبعهم حملة الزى الصوفى والشارات والأعلام، وصولا إلى أرض الاحتفال حيث تبداء الدروس والحضرات وقصائد المديح التى تمتد حتى الليلة الختامية التى تختم بصلاة الصبح.
تعتبر (السمسمية) من أشهر أنواع الحلويات التى يقبل عليها الكبار فى هذا اليوم، وهى خلطة من الدقيق والسكر والسمسم، فى حين يتلذذ الصغار بحلوى (العروسة) التى تصنع على شكل عروس بفستان زفاف من السكر بجانب حلوى (لكوم) ،اما الوجبة الأكثر حضورًا فى احتفالات المولد فهى الفتة أو «الثريد» التى توزع فى أطباق كبيرة على الحضور مجانًا ،وتتكفل بها الطرق الصوفية مع توزيع العصائر المحلية مثل الكركديه.
ليبيا: رغم التوترات يحافظ الشعب على الاحتفال
رغم التوترات التى تشهدها ليبيا إلا أن الاحتفال بالمولد النبوى يستمر، حيث ينظم الصوفيون فى ليبيا مسيرة احتفالية فى قلب العاصمة طرابلس للاحتفال بالمولد النبوى حيث يقوموا بعمل سرادقات لقراءة القران والانشاد وتوزيع الحلوى.
تونس : تطلق البخور لتعلن بدء الاحتفال من صومعة أبى زمعة.
تونس والمولد النبوي
الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى تونس له مميزات وطقوس وخصوصيات اجتماعية ودينية واقتصادية تتميز بها عن غيرها وتجعل منه مناسبة فريدة.
ولعل تلك المميزات هى التى تجعل من عاصمة دولة الأغالبة يوم المولد مقصد آلاف الزوار من جميع أنحاء تونس، ذلك أن مدينة عقبة هى أول قبلة فى ومنارة الإسلام فى المغرب الإسلامى موطئ العلماء ومثوى الصحابة الأولين والأولياء الصالحين وأبرزهم الصحابى الجليل أبوزمعة البلوى يأخذ الاحتفال أشكالا عدة أهمها إقامة حلقات الذكر وقراءة القرآن ويمدح المبتهلون بالإنشاد الدينى.
فى البداية ،تنطلق الاناشيد المدحية من صومعة مقام ابى زمعة البلوى بالقيروان وتتضوع رائحة البخور بالمنزل،لتعلن فى مقدمات ثابتة لاستعداد المدينة لهذا الحدث المميز عن بقية المناسبات الدينية.
اما الأسر التونسية لم تغير عاداتها فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف على طريقتها المميزة. فتقوم بإعداد العصيدة بأنواعها (بالزقوقو والبيضاء) ،وأيضا غالبا ما تؤجل حفلات عقد القران حتى تأتى فى المولد النبوى الشريف وكذلك ختان الذكور.
المغرب: الكسكس وزيارات الأقارب والملابس الجديدة
تأخد هذه المناسبة طابع خاص لدى الشعب المغربى، وتعتبر هذه المناسبة أحد الأعياد المهمة لديه ولعل أهم ما يميزهاعن غيرها من المناسبات ، من حيث الطقوس التى تحتفل بها ،ففى الأسواق يأخذ الاحتفال أشكالا عدة حيث يبرز أصحاب المحال التجارية كل ما لديهم من جديد ومتميز خصوصا فى مجال الملابس وإن كان الاهتمام الأكبر ينصب على ملابس الأطفال حيث تحرص الأسر المغربية على شراء ملابس جديدة لأبنائهم قبل المولد بفترة ،غير الاحتفالات المنزلية من خلال عمل بعض الأكلات الخاصة مثل الكسكس والفراخ على الطريقة المغربية وهى إحدى العادات المهمة التى تميزهم فى هذه المناسبة حيث يجتمع الأقارب ليتم تناول هذه الواجبة المفضلة بجانب شرب الاتاى وهو مشروب أعشاب.
كما تستعد محال الاكسسوارات والهدايا أيضا حيث جرت العادة على أن يزور الشاب الذى يستعد للزفاف أو فى مرحلة الخطوبة بشراء الهدايا لخطيبته، ويذهب ليحتفل معها بالعيد، هذا بخلاف أن هناك فئة كبيرة تحتفل بالمولد النبوى الشريف أو بالعيد كما يقولون بطرق صوفية تختلف فيما بينهما، ولكن يتفق الجميع على توزيع دعاوى الحفلات التى تنوه عن رجلات الذكر والأناشيد الدينية، وكذلك الأدعية وتقام هذه الحفلات فى قاعات كبيرة أعدت خصيصا لمثل هذه المناسبات.
كما تجد محال العطارة فى تلك الأيام فرصة لأن تعرض أفضل وأجود ما لديها من سلع خصوصا فيما يتعلق بالدقيق بأنواعه والجوز واللوز وعين الجمل والتمر، خصوصا وأن استعداد السيدات للاحتفال يأتى بصنع وإعداد مجموعة فاخرة من أشهر الحلويات المغربية التى باتت مظهرا فى الأعياد فقط ليردد الجميع «مبروك العيد» ،وذلك فى صباح يوم مولد النبى حيث تعد وجبة الإفطار الرئيسية فى هذا اليوم للمغاربة جميعا وذلك بعد عودتهم جميعا من المساجد صباحا عقب أداء فريضة صلاة الفجر جماعة.
وتعيش بعض المدن المغربية على امتداد أسبوع على ايقاع الاحتفالات بعيد المولد النبوى الشريف، حيث تتنوع مظاهر الاحتفالات من محافظة إلى أخرى.
فتشهد شوارع مدينة مكناس وسط المغرب ،خلال اليوم الأخير من الاحتفالات استعراضاً خاص لفرق فلكلورية وتراثية وأخرى للأناشيد الدينية ،بالاضافه إلى الندوات الفكرية ومعرض القرآن الكريم ، كل هذه الاستعراضات تحمل فى طياتها تشبث المغاربة بجزء من تراثهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا يختلف الوضع كتيرا فى مدينة سلا قرب الرباط ،فتشهد شوارعها
مجموعه من استعراضات الفرق الفلكلورية بالشموع الضخمة والتى حمل على الأكتاف، ويبلغ طولها أربعة أمتار ،تلك الشموع الذى يتداخل فيه الجانب التراثى بالجانب الدينى،و تحمل هذه الشموع نقوشا لاسماء الله الحسنى وبعض الآيات القرآنية يشارك فيه الكبار كما الصغار ويجسد بحسب منظميه ردا على حملات الاساءة للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاحتفالات بعيد المولد النبوى الشريف تختتم بالمساجد، فبعد تبادل التهانى وأداء صلاة العشاء يقضى المصلون ليلتهم فى تلاوة القرآن والامداح النبوية الشريفة والتضرع إلى الله لطلب العفو والمغفرة.
الجزائر : احتفال رسمى وشعبى
يحتفل الجزائريون بالمولد النبوى الشريف احتفالا دينيا رسميا وهو من المظاهر المترسخة فى أذهان الجزائريين واستمرار الشعب الجزائرى فى احياء هذه المناسبة ، تشكل مظهرا من مظاهر تمسكهم بهويتهم ، على الرغم من سيطرة المستعمر ومحاولته طمس الهوية الجزائرية.
إلا أن هذه الاحتفالات كانت ومازالت وسيلة من وسائل الدفاع عن هوية الشعب الجزائرى وقيمه ودينه فى فترة حالكة الظلام ،وكانت للزوايا والطرق الصوفية والمساجد والعلماء فضل فى احياء وابراز هوية الشعب الجزائرى، أمام المد الثقافى الفرنسى الذى حاول من خلاله المستعمر تضليل عقول الجزائريين ،خاصة فى مدينة مستغانم قالاحتفال بها له ميزة خاصة ومنذ القدم لأن مستغانم تتميز بالزوايا والطرق الصوفية المختلفة وهى ملتقى للطرق الصوفية والأولياء الصالحين والمقامات والعلماء ورجال الدعوة الذين كانوا دائما حاضرين عبر المسار التاريخى بأدوارهم فى تحفيظ القرآن وتعاليم سنة رسول «صلي الله عليه وسلم».
الأردن : تستمر الاحتفالات فى المساجد عدة أيام
تستقبل عمان وكل محافظات الأردن ذكرى المولد النبوى الشريف بكل مشاعر البهجة والفرح والسرور، حيث تعطل الدوائر الرسمية والحكومية اعمالها احتفاء بهذه المناسبة التاريخية والدينية العطرة .
ففى المساجد والمراكز الدينية والثقافية وغيرها تستمر الاحتفالات بيوم المولد النبوى ،حيث تقام مجالس السيرة النبوية والاناشيد الدينية التى تمجد ولادة ومسيرة وكفاح نبى الإسلام.. مع قراءات وتلاوات من القرآن الكريم، ثم الادعية والابتهالات الدينية.. والتواشيح الروحانية والمدائح، ومن بعض مظاهر هذه المناسبة الطيبة يلاحظ ازدياد القيام بأعمال البر والخير من مثل التصدق على الفقراء والمساكين، وزيارة الأرحام، وجلب الهدايا مثل حلوى المشبك، وغير ذلك من أطعم المأكولات الأخرى للاخرين، ثم تتلالا الأنوار على المساجد وبعض البيوت والمؤسسات الحكومية.
المصدر : موقع الوفد
Post comments (0)