قالت إيمان خماري الأستاذة في علم الفطريات و الطفيليات بكلية الطب بسوسة إن داء القطط ” toxoplasmose “تسببه عدوى طفيلية تسمى طفيلي المقوسة الغوندية يتكاثر في براز القطط وهو طفيلي وحيد الخلية منتشر في العالم ويصيب أعداد كبيرة من السكان في مختلف أنحاء العالم غير أنه غير متعارف بين البشر اذ لا يعاني 80 بالمائة من المصابين به من أعراض الإصابة,فيما يمكن أن تظهر أعراضه لدى 20 بالمائة من المصابين.وأشارت خماري في هذا السياق إلى أن خطورة المرض تتضاعف لدى الأشخاص ضعاف المناعة, خاصة المصابين “بالإيدز” (ضعف المناعة المكتسبة),مضيفة أنه يمكن أن يشكل هذا المرض كذلك خطورة على المرأة الحامل.
وأوضحت خماري خلال مشاركتها في برنامج “santé 5.5” على إذاعة الحياة اف ام اليوم الخميس 03 أوت 2023. أن العدوى تشكل خطرا على المرأة الحامل إذا ما أصيبت به في فترة حملها,ولكن تقل خطورته وتقارب إلى الاضمحلال إذا ما أصيبت به قبل فترة الحمل أين تكتسب مناعة ضده.
وقالت في ذات الصدد إن فرضية انتقال العدوى إلى الجنين تقل إذا ما أصيبت به المرأة خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل,وتابعت:” إذا انتقلت العدوى إلى الجنين في هذه الحالة فإن المرأة ستفقد الجنين ,وفي المقابل إذا أصيبت المرأة بالعدوى في الأشهر الأخيرة من الحمل فإن العدوى ستنتقل على الأغلب إلى الجنين ولكن خطورة الطفيل لن تكون شديدة لأن الجنين في الأشهر الأخيرة يقارب الإكتمال. ولكن اذا أصيبت به في شهرها الرابع أو الخامس أو السادس فإنه من المرجح وبنسبة 50 بالمائة انتتقال الطفيلي إلى الجنين
وأفاد موقع الجزيرة نت أن الأم الحامل التي أصيبت بعدوى داء المقوسات أو داء القطط حديثا تستطيع نقل الطفيلي إلى الجنين، ومع أن الأم قد لا تظهر عليها أعراض فإن العدوى تقود لمضاعفات خطيرة لدى الطفل.
وقالت خماري إن مصدر العدوى هو فضلات القطط بالأساس إذ يتكاثر الطفيلي في براز القطط وينتقل مباشرة إلى التربة ومنه إلى الخضر والغلال والحيوانات.
وبخصوص طرق العدوى قالت الخماري إنه يمكن إختزالها في استهلاك لحوم حمراء أو بيضاء نيئة أو غير مطبوخة جيدا,وشرب الماء الملوث, وأكل الخضر غير المغسولة جيدا خاصة الورقية منها,وكذلك عدم غسل اليدين جيدا خاصة بعد التعامل مع لحوم نيئة أو خضر ملوثة.
وفي ذات الشأن دعت إيمان خماري المرأة الحامل إلى تجنب الفراولة لأن البذور المتواجدة على حبة الفراولة تمتص بصفة أكبر الطفيل المسبب لعدوى القطط ويصعب ازاحته فيما بعد حتى خلال تنظيفها.
من جهته ذكر موقع واب طب من بين طرق العدوى بداء القطط الأخرى ملامسة الشخص لبراز القطط أو إجراء عملية نقل دم من شخص مصاب.
وبخصوص أعراض المرض فإنها تتمثل في الإرهاق والحمى وارتفاع في درجة الحرارة,إلى جانب آلام في كافة أنحاء الجسم وصداع وآلام في الرأس وانتفاخ في العقد الليمفاوية.
وذكر موقع واب طب أن المشكلات الصحية والعيوب الخلقية لدى المواليد الجدد للأم المُصابة،يمكن أن تكون من أعراض إصابة الطفل بالطفيلي و “تستمر هذه المشكلات شهرًا كاملًا أو أكثر، وأبرزها تضخم الكبد وتضخم الطحال والتهابات العين الحادة واليرقان”.
يذكر أنه قد اكتشف هذا العدوى الطفيلي لأول مرة في العالم بمعهد باستور بتونس سنة 1908 من قبل الدكتور الفرنسي شارل نيكول برفقة زميله الدكتور مونسون والذان اكتشفاه لدى نوع من القوارض يدعى الغوندي سمي الداء باسمه فيما بعد.
وتوصل الأطباء بعد سنوات عديدة من البحث إلى مقاربة طبية شاملة حول هذه العدوى الطفيلية ففي سنة 1970 أُكتُشِفت طرق العدوى به وأعراضه وطرق الوقاية منه.وفقا لإيمان خماري الأستاذة في علم الفطريات و الطفيليات.
Post comments (0)