مئات الآلاف من الفرنسيين (800 ألف حسب الكونفيدرالية العامة للعمال) شاركوا في المظاهرة الشعبية التاسعة بباريس، والتي انطلقت من ساحة “باستيل”، لمطالبة الحكومة والرئيس إيمانويل ماكرون بسحب قانون التقاعد الجديد الذي تم تمريره بواسطة المادة 49.3 من الدستور.
ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للرئيس الفرنسي متهمينه بـ”عدم الإصغاء للفرنسيين” والعيش في “برج عاجي”. وتخللت المظاهرة أعمال عنف فيما أصيب رجل أمن بالحجارة في وجهه.
“نحن عصافير العاصفة التي تنذر في الأفق”. هكذا كتب بعض طلاب ثانوية “إلين بوشيه” بالدائرة العشرين بباريس صباح الخميس على اللافتة التي غطت مدخل هذه المؤسسة التعليمية، مانعين زملائهم من الالتحاق بالأقسام.
وبينما كانت قوات الأمن تحاول فتح الطريق للذين يريدون الدخول إلى الثانوية، تعالت أصوات الطلبة المضربين، داعية الجميع للالتحاق بساحة “باستيل” وسط باريس حيث نقطة تلاقي كل المحتجين.
عشرات الآلاف توافدوا إلى هذه الساحة في الساعات الأولى، للمشاركة في المظاهرة الاحتجاجية التاسعة منذ عرض مشروع إصلاح نظام التقاعد على البرلمان في 19 جانفي الماضي.
تأتي هذه المظاهرة غداة تمرير قانون إصلاح نظام التقاعد بواسطة استخدام المادة الدستورية 49.3 التي تسمحللحكومة تمرير بعض القوانين دون تصويت البرلمان.
كما جاءت أيضا هذه التعبئة الشعبية بعد يوم من الخطاب الذي ألقاه الرئيس ماكرون، ورفض فيه التراجع عن مشروعه بحجة أن “إصلاح نظام التقاعد أمر ضروري”.
“مشروع إصلاح نظام التقاعد هي الشرارة التي أشعلت نار الغضب”
وما ميز مظاهرة الخميس هو المشاركة الواسعة للطلاب والشبان، أمثال طلبة جامعة “سيرجي بونتواز” الذين رفعوا لافتة كتب عليها “ماكرون أنت استخدمت المادة 49.3 نحن سنستخدم المادة 68”. في إشارة إلى الاحتجاجات التاريخية التي وقعت في ماي 1968 بباريس والتي أرغمت الجنرال شارل ديغول آنذاك على حل الجمعية الوطنية الفرنسية وتنظيم انتخابات برلمانية جديدة في 23 و30 جوان من نفس العام.
فرانس 24
Post comments (0)