بعد الانطلاق الفعلي لنشاط لوحدة الاستشفاء “تانيت للاستشفاء” بمستشفى الرازي بمنوبة عقب شهر رمضان، وتقديم خدماتها لفائدة 18 مدمنة، وضعت إدارة الوحدة خطة تدخل تشاركية للمناصرة بالعمل تستهدف النّساء والفتيات اللواتي تعانين من الادمان بالمواد المؤثّرة عقليّا والادمان السلوكي، وفق ماكشفت عنه الكاتبة العامة للجمعية التونسية لطب الإدمان ورئيسة قسم الاستعجالي والعيادات الخارجية بمستشفى الرازي المسؤولة عن الوحدة، هيفاء زليلة، لـ”وات” على هامش لقاء انتظم بالوحدة بالتعاون مع النيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة بمنوبة.
وأضافت زليلة خلال اللقاء، الذي خصّص لتدارس سبل تنفيذ خطة عمل تشاركية ستجمع الوحدة والنيابة ومختلف مكونات المجتمع المدني والإدارات الجهوية ذات العلاقة انطلاقا من منوبة مرجع نظر المركز كتجربة نموذجية، أن “مقاربة المناصرة بالعمل ستتضمن ورشات تكوين قارة بالوحدة في الحلاقة والطبخ والتزويق والخياطة وغيرها من الاختصاصات الحرفية التكوينية التي ستؤهل ضحايا الإدمان من النساء والفتيات، وستشفع بشهائد تكوين تؤهلهن لبعث مشاريع خاصة، والاندماج في سوق الشغل، وبالتالي المساهمة في القضاء على أحد أسباب الإدمان وهي الخصاصة والتهميش والوضع الاجتماعي الهش.
وأشارت في اللقاء، الذي حضرته النائبتان بمجلس النواب عن الجهة أسماء درويش ومريم الشريف، الى ان الوحدة لا تقدّم فقط خدمات صحية ونفسية للتخلص من إدمان المواد المخدرة، والادمان السلوكي، بل ينصّب اهتمامها على إدماج ضحايا الإدمان ومعالجة أسباب إدمانهن، مع التعريف والتحسيس ميدانيا بمهمة الوحدة المخصّصة للنساء اللواتي أثبتت الدراسات تجنبن الإقبال على المؤسسات العلاجية خوفا من الوصم، ما يجعلهن عرضة لجميع أشكال الاستغلال، وزيادة إدمانهن الذي يتحول الى مرض، علما أنّ تونس من الدول القليلة في العالم التي لا تعترف به كمرض، على حد قولها.
من جهتها، أشارت الدكتورة المشرفة بالوحدة، فاتن ادريس، إلى أن الحديث عن إدماج أو تحسيس يظلّ رهين عمل جماعي تشاركي يوحّد جهود كل الأطراف ذات العلاقة، للإحاطة بهذه الفئة بما فيها المسرّحات من السجن وغيرهن، وإيجاد حلول جذرية لمشاكلهن الاجتماعية والتي يمثل الإدمان حلقة من جملة حلقات مترابطة تعمق معاناتها، مع العمل على تغيير العقلية تجاه الإدمان الذي يفقد فيه متعاطي المواد المخدرة السيطرة وينعت بسبب ذلك بأبشع النعوت ويحاكم اجتماعيا.
وأضافت أن الإدمان يعتبر مرضا ويجب ان تنتفي العلاقة بينه وبين التكييف القانوني للمادة المستهلكة والممنوعة، لافتة إلى ان الإدمان قد يشمل أيضا التدخين والمشروبات الكحولية الى جانب الأقراص المخدرة، وجميعها تنعكس سلبيا على مدارك وسلوكيات المدمنين.
من جانبها، عبّرت النائبة الجهوية لاتحاد المرأة، فوزية الناوي، عن استعداد النيابة الجهوية بمختلف فروعها المحلية للمشاركة في هذه الخطة ايمانا منها بأن مرافقة المرأة المدمنة لا يتوقف عند علاجها ومساعدتها على الشفاء فقط، وإنما يمتد إلى مرحلة التقييم للوقوف على الأثر الذي تركته المخدرات عليها في إطار عمل تشاركي إيجابي ومساندة لتحفيزها على الانخراط في مشروع التغيير.
يذكر أن وحدة “تانيت ” النهارية هي الاولى من نوعها عربيا وإفريقيا وقد افتتح نشاطها في مارس المنقضي وأشرفت على تجهيزها “الجمعية التونسية لطب الإدمان” بدعم من المجلس الأوروبي، وخصّصت لتقديم العلاج للنساء اللاتي يعانين من اضطرابات ناتجة عن استهلاك المواد المؤثرة عقليّا من سجائر وكحول وأدوية مهدئة إلى جانب المواد المخدرة.
Post comments (0)