يشهد معبر رأس جدير الحدودي ببنقردان من ولاية مدنين ازدحاما كبيرا أثار استياء المسافرين الذين أرهقهم طول الانتظار (بين 12 و14 ساعة) خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة ووجود عائلات تضم أطفالا ورضّعا ومسنين.
وقد خلقت هذه الوضعية عدة إشكاليات، آخرها وفاة أحد التجار أصيل ولاية القيروان دهسا بشاحنة رابضة في طابور الانتظار كان قد احتمى تحتها من شدّة الحرّ ولأخذ قسط من الراحة، إلّا أنّ سائقها لم يتفطّن لوجوده وقام بتشغيلها للتقدم في الطابور متسبّبا في دهسه.
ووفق مصدر مسؤول بالمعبر التونسي، فإن هذا الازدحام وطول الانتظار لا يرتبط بالجانب التونسي وانما بالجانب الليبي، باعتبار أن تأمين عملية عبور المسافرين بالمعبر التونسي يتم عبر 6 ممرات للمسافرين الليبيين، وممر للمراسم، وممر للتونسيين، مع الترفيع في عدد المكاتب المخصّصة لتسجيل السيارات إلى 3، وذلك من أجل التسريع في إجراءات العبور والتخفيف من طول مدّة الانتظار، سيما وأن وجود آلة سكانير واحدة بالمعبر يطرح ضغطا.
ووفق شهادات متطابقة، فإن طول الانتظار من الجانب الليبي يعود الى استغلال ممر المراسم والخدمات لغير مستعمليه من السلك الديبلوماسي أو للحالات الانسانية، والعمل على تأمين عبور المسافرين من هذا الممر، مقابل ترك بقية الممرات العادية مكتظة بالمسافرين للانتظار لساعات طويلة وهو ما يتطلب تنظيما اكثر ومراقبة لسير العمل حسب بعض الشهادات.
يذكر أن وضعية الازدحام وطول الانتظار مثّلت محل متابعة متواصلة من الجانبين التونسي والليبي، انتهت بمحاضر جلسات في عدة مناسبات لمسؤولين من أعلى مستوى، إلا أن نسبة تفعيلها بقيت ضعيفة وخاصة من الجانب الليبي، وهو ما يفسّر تواصل معاناة المسافرين من العائلات ومن التجار، ويستوجب حلولا جذرية ومتابعة من أجل الارتقاء بجودة الخدمات بهذا المعبر الهام اجتماعيا واقتصاديا للبلدين.
Post comments (0)