أكد التقرير الوطني حول أوضاع الطفولة لسنة 2022 “الأطفال في الوسط الريفيّ” الذي قامت بتقديم مخرجاته السيدة آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ يوم الأربعاء الماضي في ندوة خاصة ، أكّد في بابه الأول المتعلّق بجودة الحياة ورهانات الصحّة الشاملة أن لقطاع الصحّة في تونس النصيب الأرفع مقارنة بالميزانيّة العامة وبالناتج الداخلي الخام بين معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأن ميزانيّة الصحّة خلال العام 2022 شهدت ارتفاعا بنسبة 8 %.
وكشف التقرير أن المحيط الرّيفي تتوفّر به مزايا عديدة في علاقة بنمط العيش الطّبيعي، وهي مكتسبات يجب تعزيزها حتى تنعكس على تربية الأطفال ورعايتهم لتأمين جودة حياتهم ومنها الحفاظ النّسبي على تقاليد الرّضاعة الطّبيعيّة إذ أن هذه النّسبة ترتفع في الوسط الرّيفي إلى 16,3% مقابل 12,1% في الوسط الحضري، إلى جانب تسجيل مستوى عال للتغطية بالتّلاقيح يتراوح بين 95% و100% حسب صنف التّلقيح بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و23 شهرًا و24 و35 شهرًا.
كما بيّن التقرير الوطني حول أوضاع الطفولة لسنة 2022 أنّ الأطفال في الوسط الرّيفيّ أقلّ عرضة إلى مخاطر الأمراض المزمنة وأمراض السّمنة (حضري 19.4%، ريفي 13.4%) ولمخاطر الإدمان الالكتروني وأكثر عرضة لحالات الهشاشة النفسيّة، ملاحظا أنّه رغم المجهودات المسجّلة في مجال النّهوض بالصّحّة العموميّة للفئات الهشّة، فلا يزال الأطفال في المحيط الرّيفي وشبه الرّيفي يلاقون بعض الصّعوبة في النّفاذ إلى الخدمات الطبيّة المختصّة وخاصّة في جراحة الأطفال.
وأفاد التقرير أنه بالرغم من النتائج الإيجابية المسجلة وطنيّا في مجال الصحّة الانجابيّة وصحّة الأم والطفل مازال تحدّي تجاوز التفاوت في مستوى التمتّع بهذه الخدمات على قدم المساواة مطروحا كما تكشف وزارة الصحّة عن ذلك من خلال عديد المؤشرات على غرار مؤشر مراقبة الحمل الذي تبلغ نسبته 57.4 % بالوسط الريفي مقابل 79.6 % بالوسط الحضري.
وفي مجال الصحّة المدرسيّة أكد التقرير أن برامج الصحّة الوقائيّة التي تشرف عليها وزارة الصحّة تستهدف جميع الأطفال المرسّمين بالقطاعين العمومي والخاص وبمؤسسات التربية ما قبل المدرسيّة وأن عدد الأطفال المستهدفين بهذه الخدمات سنة 2022 بلغ 2.8 مليون طفل.
وفي مجال الصحّة النفسيّة للأطفال، واستنادا إلى نتائج المسح العنقوديّ متعدّد المؤشرات، أكد التقرير أن 16.6 % من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 5 و 17 سنة يعانون من القلق وترتفع هذه النسبة بالوسط الريفي لتبلغ 17.8 % مقارنة بالوسط الحضري الذي تبلغ فيه نسبة القلق 16 %.
كما أكد التقرير أن سنة 2022 سجلت 259 محاولة انتحار في صفوف الأطفال 80 % منهم إناث.
وتوقف التقرير عند ظاهرة العنف المسلّط على الأطفال مبينا أن 88 % من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين سنة و 14 عاما تعرضوا للعقوبات البدنية كوسيلة للتربية وأن قرابة 8000 اشعار من جملة الاشعارات الواردة على مندوبي حماية الطفولة تصنّف سنة 2022 ضمن العنف المسلّط على الأطفال.
كما توقّف التقرير عند الجهود الوطنية القائمة لزيادة وعي الفئات الاجتماعية وخاصّة الأطفال واليافعين بالقضايا البيئيّة ونشر ثقافتها من خلال تعزيز آليات مشاركة الطفل في تبنّي السلوكات الصحيّة والمحافظة على البيئة وعلى المحيط ودعم التكوين وآليات التوعية والتحسيس في المجالات ذات العلاقة.
وزارة المراة
Post comments (0)