يتسبّب شحّ المواد الأساسية وعدم توفرها بنسق منتظم أو لضيق الحال، في اعتلال توازن قاعدة الهرم من الاحتياجات الفيزيولوجية لدى الانسان ما يولّد لديه إحساسا بالإحباط ويوفّر أرضية ملائمة للاضطرابات النفسية، وفق ما بيّنه الأخصائي في علم النفس، طارق السعيدي.
وفسّر المتحدّث، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن احتياجات الانسان الفيزيولوجية مرتبطة فيما بينها وفق ترتيب هرمي أو ما يعبّر عنه بالقاعدة الهرمية من الاحتياجات الفيزيولوجية من أكل وشرب ونوم وغيرها تليها الحاجة إلى الأمان والانتماء وأخيرا تحقيق الذات، إن تضررت واحدة منها اختل هذا التوازن الهرمي.
وبيّن أن الاحساس بعدم الانتماء من شأنه أن يولّد العزوف عن مصادر الانتاجية والابتكار ما يخلق اعتلالا في التوازن النفسي والاجتماعي.
ولفت السعيدي إلى أن الشعور بعدم الانتماء والضيم والتهميش وليد استفحال الطبيقية في تونس التي تعزّزت بسبب تراجع الطبقة المتوسطة والتصاقها بالطبقة الفقيرة، ينضاف إليها الطبقة المهمشة التي تشكو مشاكل صحية وضيق الحال، كان وراء العزوف عن الانتاجية ورفع منسوب الشعور بعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي.
ويقود الإحساس بالتهميش والإقصاء نتيجة الطبقية المستفحلة، حسب المتحدّث، إلى الشّعور بالحقد والنقمة وعدم الانتاجية وهو ما ساهم في ارتفاع نسب الطلاق وانتشار الجريمة واستشراء العنف والعزوف عن الزواج وتنامي الاضطرابات النفسية والسلوكية.
Post comments (0)