وفي دراسات سابقة، ربط الباحثون بين ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر التدهور المعرفي والإصابة بالخرف، لكن لم يكن معروفاً بالضبط، قبل إجراء الدراسة الجديدة، كيف يتسبب ارتفاع ضغط الدم في إلحاق الضرر بالدماغ، وأي مناطق محددة تتأثر.
وتعدّ هذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها العلماء مناطق دماغية معينة، يحتمل أن تكون مهمة في حدوث التأثيرات على ضعف القدرات الإدراكية البشرية بسبب ارتفاع ضغط الدم.
كيف يتأثر الدماغ؟
في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقول قائد الدراسة توماش جوزيك، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة، وجامعة جامعة جاغيلونيان في بولندا:
- استخدمنا أدوات جديدة لدراسة العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والدماغ، أحد هذه الأدوات كان “التوزيع العشوائي المندلي”، وهو طريقة لاستخدام المعلومات الجينية لفهم كيفية تأثير شيء ما على شيء آخر.
- ثمَّة أداة أخرى وهي “تصوير الدماغ”، وتسمح لنا هذه الأداة برؤية كيف تتأثر أجزاء مختلفة من الدماغ بضغط الدم.
- وجدنا أن التغيرات التي طرأت على تسعة أجزاء من الدماغ مرتبطة بارتفاع ضغط الدم وسوء الوظيفة الإدراكية.
- تضمنت المناطق المتضررة في الدماغ: البوتامين، وهو هيكل دائري في قاعدة مقدمة الدماغ، وهو المسؤول عن تنظيم الحركة والتأثير على أنواع التعلم المختلفة.
- مناطق الدماغ الأخرى التي حدَّدنا لها أسماء فريدة، مثل الشُّعع المِهاديَّة الأماميَّة، الإِكليل المُتَشَعِّع الأمامي، والطرف الأمامي للمحفظة الغائرة، هذه المناطق هي مسارات المادة البيضاء التي تربط إسقاطات المهاد وجذع الدماغ بقشرة الفص الجبهي (مناطق مختلفة من الدماغ).
- تشارك الشُّعع المِهاديَّة الأماميَّة في الوظائف التنفيذية، مثل تخطيط المهام اليومية البسيطة والمعقدة، بينما تشارك منطقتا الإِكليل المُتَشَعِّع الأمامي والطرف الأمامي للمحفظة الغائرة في مهام مثل صنع القرار وإدارة العاطفة.
- من خلال تحديد مناطق الدماغ هذه، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل كيف يؤثر ارتفاع ضغط الدم على الدماغ، ونطور تدخلات أكثر استهدافاً لمنع الضعف الإدراكي والخرف.
دقة النتائج
تعتبر بنية ووظيفة الدماغ معقدة للغاية، ويصعب معها تحديد الآليات الدقيقة أو حتى مناطق الدماغ المسؤولة عن ضعف الإدراك الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، ولجعل هذا الأمر ممكناً استخدم الباحثون بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ من أكثر من 30 ألف مشارك في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وللتحقق من صحة بيانات البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، احتاج الباحثون إلى تجنيد مجموعة صغيرة من المتطوعين في مدينة بوزيلي جنوب إيطاليا، بالقرب من نابولي، على ما يقول توماش جوزيك.
وحول دقة النتائج يقول جوزيك، إن البنك الحيوي في المملكة المتحدة قوياً للغاية فيما يتعلق بحجم العينة حيث يوجد حالياً ما يقرب من 40000 شخص تتوفر لهم بيانات تصوير الدماغ وحوالي 500000 شخص تتوفر لديهم الاختبارات المعرفية والجينية.
ويلفت قائد الدراسة إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أنّ نتائج الدراسة تتعلق بمواطنين من المملكة المتحدة في منتصف العمر، فضلاً عن عينة محدودة من المرضى في إيطاليا، لذا من المهم توسيع نطاق البحث مستقبلاً.
المصدر : Sky News Arabia سكاي نيوز عربية
Post comments (0)