ويضيف البروفيسور كارير: “إنها مبهرة حقًا، عندما تصل إلى مثل هذه الاكتشافات وتنظر إلى هذه الصور، تدرك أنك أول شخص في تاريخ البشرية يرى ذلك،”.

بمجرد أن فهم البروفيسور بروزون والبروفيسور كارير مدى ضخامة الكهف، أدركا أنه يمكن أن يكون موقعاً جيداً لقاعدة قمرية.

“في نهاية المطاف، بدأت الحياة على الأرض في الكهوف، لذا فمن المنطقي أن يتمكن البشر من العيش داخلها على القمر”، وفق كارير.

لم يُستكشف الكهف بشكل كامل بعد، لكن الباحثين يأملون في إمكانية استخدام الرادار المخترق لباطن سطح القمر أو الكاميرات أو حتى الروبوتات لرسم خريطة له.

أدرك العلماء لأول مرة أنه من المحتمل وجود كهوف على القمر منذ حوالي 50 عاماً، ثم في عام 2010، التقطت كاميرا في مهمة لاستطلاع القمر تسمى “Lunar Reconnaissance Orbiter- ليونار ريكوناسانس أوربيتر” صورًا للحفر التي يعتقد العلماء أنها قد تكون مداخل الكهوف.

لكن الباحثين لم يعرفوا مدى عمق الكهوف، أو ما إذا كانت ستنهار.

لقد أجاب عمل البروفيسور بروزون والبروفيسور كارير الآن على هذا السؤال، على الرغم من أن هناك الكثير العمل المتبقي لفهم النطاق الكامل للكهف.

وقال فرانشيسكو ساورو، منسق الفريق الموضعي للكهوف الكوكبية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لبي بي سي نيوز: “لدينا صور جيدة جداً للسطح بدقة تصل إلى 25 سم، يمكننا رؤية مواقع هبوط أبولو، لكننا لا نعرف شيئًاً عما يوجد تحت السطح، وهناك فرص هائلة للاستكشاف”.

وأضاف أن “البحث قد يساعدنا أيضاً في استكشاف كهوف على المريخ في المستقبل”، وقد يفتح ذلك الباب أمام العثور على أدلة على وجود حياة على المريخ، لأنه إذا كانت هناك حياة فإنه من المؤكد تقريباً أنها كانت داخل الكهوف المحمية من العوامل الجوية على سطح الكوكب.

قد يكون الكهف على القمر مفيداً للبشر، لكن العلماء يؤكدون أيضاً أنه يمكن أن يساعد في الإجابة عن الأسئلة جوهرية حول تاريخ القمر، وحتى عن نظامنا الشمسي.

لن تتعرض الصخور الموجودة داخل الكهف للتلف أو التآكل بسبب الطقس في الفضاء، لذا يمكنها توفير سجل جيولوجي شامل يعود إلى مليارات السنين.

ونُشر البحث في المجلة العلمية “Nature Astronomy- نيشر أسترونومي”.