في خضم الصراع الاقتصادي القائم بين الصين وبريطانيا منذ فترة، كشفت مصادر قريبة من شركة “البريد الملكي” البريطاني أن عمليات تزوير صينية كانت وراء زيادة عدد الشكاوى من الرسائل المرسلة مع طوابع تم شراؤها من متاجر مشروعة وصنفت على أنها احتيالية.
ووصف خبراء أمنيون ونواب في البرلمان البريطاني هذا الأسبوع عملية التزوير بأنها جزء “من أعمال الحرب الاقتصادية” وأقرب إلى “طباعة النقود المزورة”، موجهين أصابع الاتهام إلى بكين.
فقد حدد تحقيق أجرته صحيفة “التلغراف” أربعة موردين صينيين رئيسيين يعرضون طباعة ما يصل إلى مليون طابع بريد ملكي مزيف أسبوعياً مقابل مبلغ زهيد يصل إلى 4 بنسات لكل منها، وتسليمها إلى بريطانيا في غضون أيام.
كما يتم أيضاً بيع الطوابع من خلال عمالقة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت مثل “أمازون” و”إيه بي” وعلى مواقع الويب الذي يحاكي متجر “البريد الملكي” الرسمي.
واعترف أحد كبار المسؤولين في “البريد الإلكتروني” و “ووتش دوغ” على قناة “بي بي سي” أنه لم يتمكن من تحديد الفرق بين الطوابع المزيفة والأصلية.
وقالت شركة “البريد الإلكتروني” إنها تعتقد أن أوراق الطوابع الأصلية، التي لا يمكن شراؤها وبيعها إلا في بريطانيا، يتم إرسالها إلى الصين حيث يتم نسخها بشكل متكرر لإنتاج طوابع مزيفة بكميات كبيرة. يتم بعد ذلك إرسال المنتجات المزيفة إلى بريطانيا حيث يتم بيعها لتجار التجزئة والمستهلكين المطمئنين.
بدوره قال ديفيد جولد، مدير الشؤون الخارجية والسياسة إن “الحقيقة هي أن المزورين أصبحوا الآن ماهرين للغاية في ما يفعلونه، حتى أنني وأنا أعمل في البريد الإلكتروني، لا أستطيع معرفة الفرق بمجرد النظر إليهم”.
كذلك حذر خبراء أمنيون من أن الاحتيال الجماعي هو بمثابة “حرب اقتصادية” تمت بموافقة ضمنية من الحزب الشيوعي الصيني.
وقالت نقابة عمال البريد أيضاُ إن “عملية الاحتيال على نطاق غير مسبوق” أدت إلى زيادة العدوان ضد أعضائها وخاطرت بمزيد من الضرر للعلامة التجارية لمكتب البريد في أعقاب فضيحة الكمبيوتر “هورايزون”.
يذكر أن الحكومة البريطانية قد كشفت الشهر الماضي أن الصين كانت وراء هجوم إلكتروني على اللجنة الانتخابية ما أدى إلى تعرض بيانات 40 مليون ناخب للخطر، وقلق في وايتهول من أن الصين كانت وراء هجمات على وسائل التواصل الاجتماعي على أميرة ويلز.
ويُعتقد أيضاً أن الصين تقف وراء ارتفاع الطوابع المزيفة التي تسللت إلى خدمة البريد الأمريكية (USPS).
ففي فبراير الماضي، حذرت خدمة البريد الأميركية الجمهور من ارتفاع عدد الطوابع المزيفة التي يتم بيعها عبر الإنترنت.
وفي إحدى الحالات، صادرت قوات حماية الحدود الأميركية طوابع مزيفة بقيمة 2.5 مليون دولار (1.9 مليون جنيه إسترليني) جاءت من الصين.
العربية
Post comments (0)