ببادرة من إذاعة صفاقس وتحديدا « برنامج عابر سبيل »، انتظم يوم السبت الفارط ، بفضاء الإحاطة الإجتماعية ببلدية صفاقس، يوم صحي وتثقيفي لفائدة منقبي النفايات والمعروفون محليا بـ »البرباشة »، انتفع خلاله أكثر من 120 منقب نفايات بتلاقيح، وفحوصات طبية مختلفة، وتقص للأمراض الجرثومية، ذكر مدير عام الشؤون البلدية ببلدية صفاقس، شكري اللوز
وكشف أن « خلية متابعة على مستوى بلدية صفاقس ستنبثق عن هذا اليوم من أجل تحرير البيانات على المستوى الصحي والنفسي والإجتماعي، لضمان مواصلة متابعة هذه الفئة الإجتماعية التي تقوم بعمل شاق وصعب، ومعرضة للمخاطر الصحية ».
وأفادت، هدى كشو، منتجة البرنامج الإذاعي »عابر سبيل »، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن « هذه التظاهرة تنتظم لأول مرة في صفاقس، وذلك بالشراكة مع الإدارة الجهوية للصحة، والإدارة الجهوية للشؤون الإجتماعية، وبلدية صفاقس، والمجلس الجهوي للصيادلة، والنقابة الجهوية للبيولوجيين الخواص، ومخبر خاص لصناعة الادوية، والتعاون مع الهلال الأحمر التونسي، وغرفة مجمعي البلاستيك بإتحاد الصناعة والتجارة، وجمعية التنمية المستدامة.
وأكدت أن كل الأطراف المشاركة تفاعلت مع البادرة لتنظيم هذه اليوم لفائدة « البرباشة »، بإعتبار أن العاملين في مجال تنقيب النفايات فئة مهمشة، وتعاني من ظروف عمل قاسية تؤثر بشكل كبير على صحتهم، سيما وأنّهم غير ملقحين ضد الكزاز، ولا يتمتعون بأيّة تغطية صحية أو إجتماعية، وهي حقائق اظهرتها الريبورتاجات المنجزة في إطار البرنامج.
وأضافت أنّ « ضمان حقّ هذه الفئة في صحة سليمة يعتبر قضية إنسانية وإجتماعية ملحة تتطلب تضافر جهود مختلف الأطراف »، معربة عن ارتياحها « لجمع بيانات شبه حقيقية لأول مرة حول عدد البرباشة في صفاقس، حتى تتم متابعة حالتهم الصحية، ومتابعة الإدارة الجهوية للشؤون الإجتماعية للمنتمين منهم لعائلات معوزة غير مدرجة في قاعدة البيانات، وتمكينهم من منحة شهرية، ودفتر علاج مجاني، ومتابعتهم صحيا، وإجتماعيا، ونفسانيا ».
وأضافت قولها إنّ هذه التظاهرة الصحية والتثقيفية حظيت بإقبال فاق التوقعات، بما قد يفتح المجال للإهتمام بفئات أخرى مهمشة، وهو ما يتطلب تضافر جهود عديد الأطراف لضمان التأطير والإحاطة المستوجبة.
من ناحيته، قال الممثل الجهوي للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، خالد الطرابلسي، إنّه » في ظلّ التغيرات المناخية، أصبح تثمين ومعالجة النفايات في تونس أمرا ضروريا، إذ لا يمكن الحديث على نجاح مسار تثمين ومعالجة النفايات إلا عبر الإعتناء أولا بهذه الفئة والذين أميل إلى تسميتهم « مهندسي نظافة » عوضا عن تسمية « برباشة » المتداولة، وفق تعبيره.
واعتبر أنّه من الضروري الإشتغال في مرحلة قادمة على مستوى التكوين والتشغيل، بالنسبة لمنقبي النفايات، من أجل تطوير نشاطهم من نشاط عشوائي إلى نشاط منظّم منضوي تحت مؤسسات صغرى لتجميع النفايات وتثمينها »، وفق تقديره.
من ناحيته، أفاد رئيس المنتدى التونسي للتنمية المستدامة، رمزي الحلواني، أن « دور المنتدى في هذا اليوم الصحي والتوعوي والتثقيفي لفائدة البرباشة، يتمثل في تقديم قائمة البرباشة في صفاقس، وقاعدة بياناتهم، فضلا عن التدخل في المجال اللوجستي والتنظيميي والترتيبي، في هذه التظاهرة ».
وأشار إلى أن « عدد البرباشة في صفاقس يقارب 400 شخص، من ضمنهم 200 شخص ينتمون إلى الفئة الأولى التي تقوم بالعمل الميداني مباشرة، والتنقيب على النفايات، وهي الفئة المستهدفة التي تحتاج الرعاية والمتابعة بإعتبارها معرضة للمخاطر الصحية وعديد المشاكل الأخرى ».
وأكد حرص المنتدى التونسي للتنمية المستدامة على « مواصلة هذه البادرة، سيما وأنّ لديه مشاريع قائمة الذات تنتظر البلورة، لفائدة البرباشة، والنساء العاملات في مجال الفلاحة، داعيا إلى « إعانة هذه الفئة ومتابعتها، والتكفّل ببعض الوضعيات الحرجة، بإعتبار الدور المهم الذي تقوم به في مجال الفرز الإنتقائي للنفايات ».
يذكر أن هذا اليوم الصحي والتثقيفي تضمن توفير تلقيح ضد « الكزاز » لفائدة منقبي النفايات الحاضرين ، وفحوصات طبية مختلفة، وتقص للأمراض الجرثومية، مع المتابعة العلاجية وتلقيح ضد الإلتهابات الكبدية، وتوفير المرافقة والإحاطة للحالات الاجتماعية، وتقديم مساعدات عينية من مواد غذائية وغيرها.
وات
Post comments (0)