إن كان المجتمع الدولي يحذر مواطني العالم من اقتراب موعد حروب المياه,ومن مخاطر الجفاف وما له من تأثيرات على الفرد والمجتمع والبيئة والمناخ. فإنه لا يدرك بعد أن هناك في مكان ما على هذه الأرض يوجد مدن تصارع منذ القدم للحصول على نغبة ماء واحدة في ظل اهمال ونسيان من قبل السلطات ومن قبل المجتمع الدولي الذي يؤكد دفاعه على المواطن العالمي وحرصه على ضمان حقه في المياه.
وفي منطقة سيسب التابعة لمعتمدية السبيخة من ولاية القيروان يتخبط المواطنون لتوفير الماء لإسكان ظمأهم. وتعاني المنطقة من جفاف يهدد الشجر والبشر فقد استنزفت مائدتها المائية ماتسبب في عطش النبات و الحيوان.
حيث لم تضمن لهم السلطات الخدمات الكافية لتوفير المياه. وبذلك أهالي المنطقة يفتقرون لأبسط حقوقهم (المياه والصرف الصحي) الذي يعد أبرز الحقوق المخولة للمواطنين و أبرز نقاط أهداف التنمية المستدامة “ضمان الحصول على مياه الشرب المأمونة و النظيفة للجميع والصرف الصحي”. وفي هذا السياق أعرب مولدي منصوري أحد فلاحي المنطقة عن “العراقيل التي يواجهها القطاع الفلاحي والمتسببة فيها بالدرجة الأولى الجفاف الى جانب الحرب الروسية الأوكرانية” من جهته أكد “هذيلي مزين” أحد متساكني منطقة سيسيب شح الموارد المائية بالمنطقة بسبب ندرة الأمطار حيث أوضح قائلا “تتهاطل الأمطار بصفة قليلة جدا..ثم ان افتقار الجهة للموارد المائية أثرت على الفلاحين وعملهم”.
وأضاف مزين ان “الطبقة المائية استنزفت..وقد تم اضافة منطقة سيسب الى المنطقة الحمراء المهددة بشح المائدة المائية”.
موضحا أنه سابقا كان حفر الآبار لعمق 30 مترا كافيا لاستخراج الماء بينما الآن اذا ماتم حفر آبار بعمق 200 متر فإنه لن يتم استخراج أي قطرة مياه.
ثم إن تدهور وضعية الطريقة وترديه قد زاد الأمر صعوبة و ضعّف مشقة رحلة الحصول على الماء.فعلى سبيل المثال إذا أراد أحد متساكني المنطقة التنقل لجلب المياه فلن يحصل على مبتغاه إلا بشق الأنفس.
إذ تشكو سيسب كغيرها من عديد المناطق في القيروان من تردي البنى التحتية.
تجدر الاشارة الى أن تقريرا دوليا أصدره معهد الموارد العالمية ”وورلد ريسورسز” في 2019 كان قد صنّف تونس في”الخانة الحمراء” ضمن أكثر دول العالم المهددة بجفاف حاد وذلك نظرا لندرة المياه إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة واستنزاف الموارد المائية.
متابعة : زينب الليوان
Post comments (0)