أشرفت رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان صباح اليوم السبت 28 جانفي 2023 بقصر الحكومة بالقصبة، على حفل تكريم كل من السيد كريم بقير والسيدة زهرة سليم مؤسسي شركة انستاديب المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وذلك بحضور عدد من الوزراء، ومحافظ البنك المركزي وعدد من رؤساء الجامعات وممثلي منظومة التجديد وعدد من الباعثين الشبان والمؤسسات الناشئة.
وفي مستهل كلمتها اعربت رئيسة الحكومة ان هذا الحفل مخصص للاحتفاء بقصّة نجاح انستاديب مؤسسة ناشئة تونسية بلغت العالمية لتثبت مرة أخرى أنّ شباب تونس قادر على المضي قدما نحو المبادرة والابتكار وتحقيق الإنجازات.
وأكدت السيدة نجلاء بودن رمضان على ايمان الحكومة بدور المؤسسات الناشئة في دفع الاقتصاد وتحقيق التنمية.
واعتبرت رئيسة الحكومة أن قصة انستاديب هي قصة استثنائية تمثّل نموذجا للنجاح والتّفوّق يحتذى به من قبل الشباب إذ يجسّد الذكاء التونسي المجدّد في مجال “الذكاء الاصطناعي”، وأفادت أن قصة النجاح هذه ليست وليدة الصّدفة بل هي ثمرة العمل الدؤوب والمثابرة من قبل زهرة سليم وكريم بقير وانها خير دليل على جهود الدولة لسنوات وحرصها على توفير مناخ محفّز على المبادرة وبعث المشاريع وأرضية ملائمة للابتكار.
وفي هذا الصدد، أثنت رئيسة الحكومة على دور المدرسة والجامعة التونسية ومراكز التكوين المهني في تكوين رأس المال البشري وتطوير البحث العلمي وجعله رافدا للتنمية الاقتصادية، وخصّت بالذّكر الإطار التربوي والمدرّسين والباحثين المشرفين على مشاريع تحسين الجودة والتشغيلية والبحث والمبادرة، مذكرة بأهمية الأقطاب التكنولوجية كحلقة وصل بين الجامعة والمؤسسة الاقتصادية بما يشجّع الشّراكات في مجال نقل التكنولوجيا.
كما نوّهت نجلاء بودن رمضان بالدّور الهام لكل الهياكل المتداخلة في منظومة المؤسسات الناشئة سواء وزارات كانت أو وكالات أو مؤسسات مالية أو قطاع خاص.
واعتبرت رئيسة الحكومة أنه إلى جانب هذا الإطار المؤسساتي، كان الإطار القانوني Startup Act المتعلق بالمؤسسات الناشئة الذي وضع سنة 2018 مشجّعا بدوره على التجديد والابتكار والإبداع الشامل في كل القطاعات والمجالات، ولمزيد تحسينه وتجاوز نقائصه، تعمل الحكومة في إطار مقاربة تشاركية على استكمال مراجعته قصد إصدارِStartup Act 2.0 في أقرب الآجال .
وأكدت السيدة نجلاء بودن رمضان بأن تونس أدرجت الابتكار والتجديد وبعث المشاريع في توجّهاتها وبرامجها وخاصة في مخطط التنمية 2023-2025 ، الذي يندرج في إطار تنفيذ رؤية تونس 2035 ، وفي البرنامج الوطني للإصلاحات ، وفي مجالس التجديد لدعم المبادرة والمؤسسات الناشئة، وفي برنامج التمكين الاقتصادي والريادة ودفع الاستثمار لتنمية الجهات.
وخلصت رئيسة الحكومة الى القول بان البرامج عديدة والطموحات كبيرة وأنه لا شك أنّ المصاعب لا تزال قائمة ولكن تظافر جهود الجميع هو كفيل بتذليلِها. وأكدت أن قصة نجاح زهرة سليم وكريم بقير من شأنها أن تلهم الشباب التونسي.
وفي تدخلهما، عبّر كريم بقير وزهرة سليم على شرفهما بالحضور في هذا الحفل لتكريمها، وأكدا على أن هذه اللحظة هي تاريخية لا لشركة انستاديب فقط، بل لحظة تاريخية لمنظومة التجديد التكنولوجي ولتونس.
وعبرا أنهما في بداية مسيرتهما لم تكن الرؤية واضحة ولكن كانت لهما قناعة بأن الكفاءات التونسية قادرة على التفوق عالميا.
والتقى مؤسسي انستاديب حول مشروع دعم الشباب في تطاوين، وكانت هذه نقطة الانطلاق في مغامرة احداث مؤسسة ناشئة برأس مال قيمته 5000 دينارا وحاسوبين. ثم أطلقا مشاريع في ميدان الذكاء الاصطناعي وكانت لهما كثير من الطموحات للتميز ولتحدي آخر مستجدات التكنولوجيا.
وأفاد كريم بقير أن هذا العقد الذي أبرم مع بيونتك (BioNTech) أخيرا يمثل أكبر صفقة للمؤسسات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم وكذلك أهم صفقة لمؤسسة ناشئة في افريقيا في كل المجالات، وهذا النجاح الذي حققته انستاديب مكّن تونس من التواجد في الخريطة العالمية للكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما أكد مؤسسي انستاديب أن قصة النجاح هذه تعتبر رسالة أمل لشباب تونس، كما تمثل هذه اللحظة حسب قولهما فرصة لجعل تونس القطب المركزي الافريقي في التكنولوجيا العميقة (Deep tech) نظرا لنضج منظومة التجديد والتكنولوجيا وتوفر الكفاءات العالية.
Post comments (0)