دول الخليج:جراء الحر الشديد العمال الوافدون عُرضة للخطر (هيومن رايتس)

قالت “هيومن رايتس ووتش” إن العمال الوافدين في دول “مجلس التعاون الخليجي” يفتقرون إلى الحماية الكافية للصحة والسلامة من رطوبة وحر الصيف الشديدين في المنطقة.جاء ذلك في بيان صحفي لها كانت قد أصدرته في غرة جوان 2023.

وأوضحت المنظمة أن التعرض للحرارة الشديدة يُشكّل خطرا صحيا شديدا. يمكنها التسبب بطفح حراري، أو تشنجات، أو إجهاد حراري، أو ضربة شمس، والتي قد تكون قاتلة أو لها عواقب تستمر مدى الحياة. يتعرض العمال في الهواء الطلق، من ضمنهم العاملين في قطاعي البناء والزراعة، لهذه المخاطر بشكل غير متناسب.

وأعربت المنظمة على ضرورة تبني وتطبيق جميع دول الخليج  “مؤشر الحرارة لجهاز البُصيلة الرّطبة الكرويّة” (WBGT) كمعيار لفرض قيود على العمل خلال فترات الحر الشديد، وإعمال تدابير السلامة والصحة المهنية لحماية العمال، وإلغاء نظام الكفالة المسيء الذي يمنح أصحاب العمل سلطة غير متناسبة.

من جهته قال مايكل بَيْج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “رغم الأدلة العلمية الكبيرة على الأثر الصحي المُهلك للتعرض للحرارة الشديدة، فإن تقاعس دول الخليج عن تأمين الحماية يعرض ملايين العمال الوافدين لمخاطر جسيمة، منها الوفاة. ينبغي لدول الخليج إعطاء الأولوية لوضع استراتيجية شاملة لمعالجة الإجهاد الحراري المهني، وينبغي للمنظمات الدولية التي تدّعي الدفاع عن حقوق العمال الدولية التحدث عن هذه القضية”.

وجدت دراسات متعددة ركزت على مخاطر التعرض للحرارة في دول الخليج علاقة قوية بين الإجهاد الحراري والوفيات بسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية، وأشارت إلى وجود ارتفاع في مخاطر الوفيات في الأيام الحارة جدا، مع تعرض العمال الوافدين لها بشكل غير متناسب.

ووفق هيومن رايتس فانه قد يصل متوسط درجات الحرارة في الخليج خلال أشهر الصيف إلى 40 درجة مئوية وقد تصل درجة الحرارة إلى 55 درجة مئوية عند رطوبة نسبتها 80%.

وأوضحت المنظمة في بيانها “أن جميع دول الخليج تحظر العمل في منتصف النهار في الصيف حيث يحظر على أصحاب العمل مواصلة العمل في الهواء الطلق خلال أوقات وأشهر محددة مسبقا. يتجاوز التشريع القطري لسنة 2021 ذلك، أقله من الناحية النظرية، حيث يحظر أي عمل في الهواء الطلق عندما تزيد حرارة المؤشر عن 32.1 درجة مئوية”‘.

يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكلة. وفقا لـ “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة”، يُتوقع أن تقترب “درجات الحرارة الرطبة القصوى في دول الخليج، وربما تتجاوز، العتبة الفسيولوجية للتكيف البشري (35 درجة مئوية)”.

وقالت هيومن رايتس ان عدم حماية العمال من الإجهاد الحراري ينطوي أيضا على مخاطر صحية طويلة المدى منها الوفيات والتي وُثّقت على نطاق واسع.