كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من الجمعية الأميركية للسرطان أن ما يقرب من نصف مرضى السرطان في مراحله المتقدمة في الولايات المتحدة تلقوا رعاية علاجية مكثفة قد تكون غير ضرورية في نهاية حياتهم، على حساب الرعاية الداعمة التي تعزز جودة الحياة.
ورغم التوصيات المستمرة من قبل الأطباء والمنظمات الصحية بضرورة دمج الرعاية التلطيفية والداعمة مبكراً لمرضى السرطان المتقدم، إلا أنها لا تزال غير مستغلة بالشكل الكافي، وفقاً لما أوضحته الدكتورة روبين يابروف، نائبة الرئيس العلمي لأبحاث خدمات الصحة في الجمعية الأميركية للسرطان والمؤلفة الرئيسية للدراسة.
الرعاية التلطيفية
الرعاية التلطيفية نهج طبي يهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة، مثل السرطان وأمراض القلب المتقدمة، من خلال تخفيف الألم والأعراض الجسدية والنفسية المصاحبة للمرض.
وتُقدَّم هذه الرعاية بالتوازي مع العلاجات الطبية الأخرى، ولا تقتصر على المراحل النهائية من المرض، بل يمكن تقديمها في أي مرحلة إلى جانب العلاجات العلاجية.
وتركز الرعاية التلطيفية على دعم المرضى وعائلاتهم، عبر توفير استشارات طبية متخصصة، والتخطيط المسبق للرعاية، وتحسين التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية والمريض، مما يساعد في تحقيق تجربة علاجية أكثر إنسانية وفعالية.
ويقول الباحثون إن الرعاية عالية الجودة التي تركز على المريض تُعد أساسية لتحسين نوعية الحياة المتبقية لهؤلاء المرضى، ومع ذلك، فإن التخطيط المسبق للرعاية لا يزال محدوداً، في حين أن تسجيل المرضى في خدمات الرعاية التلطيفية يحدث غالباً في وقت متأخر جداً.
حلل الباحثون بيانات من برنامج المراقبة وعلم الأوبئة والنتائج النهائية لتحديد أنماط الرعاية التي تلقاها المرضى في الأشهر الأخيرة من حياتهم.
وشملت الدراسة 33 ألفاً و744 مريضاً تبلغ أعمارهم 66 عاماً فأكثر، ممن لديهم تأمين صحي، وتم تشخيصهم بسرطان الثدي أو البروستاتا أو البنكرياس أو الرئة في مراحله المتقدمة، وتوفوا بين عامي 2014، و2019.
دعم المرضى
وركز التحليل على استخدام الرعاية الحادة، والعلاجات الجهازية، والرعاية الداعمة؛ بما في ذلك الرعاية التلطيفية، ورعاية المسنين، والتخطيط المتقدم للرعاية خلال الأشهر الستة الأخيرة من الحياة.
كما استخدم الباحثون مؤشراً يعتمد على سجلات التأمين الصحي لتحديد مدى تلقي المرضى رعاية علاجية مكثفة خلال الثلاثين يوماَ الأخيرة من حياتهم، مثل تكرار زيارات المستشفى، والوفاة داخل المستشفيات، أو تلقي العلاج الكيميائي المتأخر، أو الدخول المتأخر للرعاية التلطيفية.
وكالات
Post comments (0)