دراسة للمنظمة التونسية للأطباء الشبان تبرز ضرورة اعتماد منهج متعدد الأبعاد لمعالجة تحديات الصحة العقلية في القطاع الطبي

أبرزت دراسة حول ” تأثير ظروف العمل في قطاع الصحة العمومية على الصحة العقلية للأطباء الشبان في تونس”، أنجزتها، المنظمة التونسية للأطباء الشبان، خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023، الحاجة إلى اعتماد نهج متعدد الأبعاد لمعالجة تحديات الصحة العقلية في القطاع الطبي، ما يتطلب تدخلات فردية وتغييرات تنظيمية وهيكلية لتحسين ظروف العمل ودعم التوازن بين الحياة المهنية والخاصة.

واعتبر 51 بالمائة من عينة من 385 طبيبا داخليا أو مقيما بالمستشفيات العمومية بتونس وصفاقس وسوسة والمنستير، تم استجوابهم ضمن هذه الدراسة القطاعية متعددة المراكز، الرامية لاستكشاف ظروف العمل، والرضا عن الصحة العامة، والقطاعات المتضررة من الإرهاق والأعراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب، أن ظروف العمل غير مرضية.

وفي هذا السياق، أفاد 31 بالمائة من المستجوبين ضمن الدراسة التي نشرت توصياتها، اليوم الثلاثاء، على صفحة المنظمة على شبكة التواصل الاجتماعي ” فايسبوك”، أنهم غير راضين بشدّة على ظروف العمل بالمستشفيات، فيما وقف 13 بالمائة منهم موضع المحايد (لا راضين ولا غير راضين).

وتلعب ظروف العمل، حسب الدراسة، دوراً حاسماً في الصحة العقلية للأطباء الشباب، لا سيما فيما يتعلق بالأجور والبدلات، حيث تم التعبير عن عدم الرضا العميق، حيث لفتت نتائج الدراسة في هذا السياق إلى عدم رضاء العينة المستجوبة على سلم التأجير المعتمد بالنسبة للأطباء الشبان، فيما عبرت نسبة 1ر10 بالمائة من العينة عن رضاها على نظام العطل، ووقفت نسبة 13 بالمائة موقف المحايد فيما اعتبر 33 بالمائة من العينة أن نظام العطل غير مرض تماما.

ويرتبط بحسب الدراسة، ارتفاع معدل تفشي الإرهاق النفسي بالارهاق المهني وبتدني نسبة الشعور بالإنجاز الشخصي بين الأطباء الشباب وبظروف العمل الصعبة، ولا سيما التوازن بين العبء الإداري للحياة المهنية والحياة الشخصية وتمثّل المستوى من الرعاية المقدمة.

كما سجلت الدراسة درجات عالية من أعراض القلق والاكتئاب، على مقياس HADS (مقياس القلق والاكتئاب في المستشفى) التي تشير إلى احتمال وجود اضطرابات القلق والاكتئاب بين الأطباء الذين تمت مقابلتهم.

وأوصت الدراسة بالترفيع في أجور الأطباء الشبان والتقليص من الأعباء الإدارية الموكولة إليهم وتحسين ظروف العمل وتوفير الدعم النفسي والحد من الضغط النفسي في مناخ العمل وتوفير نظام عطل مرضي وإعادة الأعتبار للمهنة من أجل التشجيع على العمل في القطاع العام.