كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف مثير يتمثل في أن حوالي 12.8% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالخرف قد يكونون في الحقيقة يعانون من أعراض مرضية مرتبطة باضطراب الاعتلال الدماغي الكبدي، وليس بالخرف الحقيقي.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية، فإن الأعراض المعرفية المرتبطة بالخرف قد تتشابه بشكل ملحوظ مع تلك الناتجة عن اضطراب الاعتلال الدماغي الكبدي (HE).
هذه الحالة تنجم عن تليف الكبد أو عدوى فيروسية أو السمنة، وتؤدي إلى تراكم السموم في الدم نتيجة عدم قدرة الكبد على تنظيفها بشكل صحيح، مما يسبب الارتباك والنسيان والارتعاش وعدم وضوح الكلام.
في هذه الدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية للطب، قام العلماء بتحليل السجلات الطبية لأكثر من 68 ألف مريض تم تشخيصهم بالخرف بين عامي 2009 و2019.
وأظهرت البيانات أن 12.8% من هؤلاء المرضى كانوا على الأرجح يعانون من الاعتلال الدماغي الكبدي غير المشخص، والذي تم تشخيصهم بدلاً من ذلك بالخرف.
تتفق هذه النتائج مع دراسة سابقة أظهرت أن 10% من المحاربين القدامى الذين تم تشخيصهم بالخرف قد يكونون مصابين في الواقع بالاعتلال الدماغي الكبدي الناتج عن تليف الكبد.
أكد العلماء أن الاعتلال الدماغي الكبدي يمكن علاجه بالأدوية، على عكس الخرف الذي لا يوجد له علاج شافٍ. وأشار جاسموهان باغاغ، من جامعة فيرجينيا كومنولث ومؤلف الدراسة، إلى أهمية زيادة الوعي حول تليف الكبد ومضاعفاته الدماغية.
وقال: “تليف الكبد غير المشخص والاعتلال الدماغي الكبدي المحتمل يمكن أن يكونا أسباباً قابلة للعلاج أو مساهماً في ضعف الإدراك لدى المرضى الذين تم تشخيصهم بالخرف.”
تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على ضرورة التحقق الدقيق من تشخيص الخرف، وتفحص الحالات المحتملة للإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي كسبب بديل أو مساهم في الأعراض المعرفية.
Post comments (0)