أطلقت بريطانيا حملة تطعيم بجرعة معززة من اللقاح المضاد لمرض شلل الأطفال لمن تقل أعمارهم عن 10 أعوام، بعد التأكد من انتشار الفيروس في العاصمة البريطانية لأول مرة منذ الثمانينيات. وفي نيويورك قال مسؤولو الصحة أمس الجمعة إنه تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في نظام الصرف الصحي بها.
ورصدت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة 116 فيروسا مسببا لشلل الأطفال من 19 عينة من مياه الصرف الصحي هذا العام في لندن، بعد إرسال تنبيه لأول مرة حول اكتشاف الفيروس في يونيو/حزيران الماضي، وفقا لرويترز.
وقالت الوكالة الأربعاء الماضي إن مستويات فيروس شلل الأطفال التي تم اكتشافها والتنوع الجيني؛ تشير إلى أن انتقال العدوى كان يحدث في عدد من أحياء لندن.
ولم يتم رصد أي حالات حتى الآن، ولكن في محاولة للتغلب على تفشٍ محتمل، سيدعو الأطباء الآن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و9 أعوام للحصول على جرعة معززة من اللقاح، فضلا عن حملة تم الإعلان عنها بالفعل.
وتختلف معدلات التحصين في جميع أنحاء لندن، ولكنها في المتوسط أقل من معدل التغطية البالغ 95% الذي تقترح منظمة الصحة العالمية أنه ضروري للسيطرة على شلل الأطفال.
نيويورك
وقال مسؤولو الصحة في ولاية ومدينة نيويورك الأميركية أمس الجمعة إنه تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في نظام الصرف الصحي بالمدينة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وتخشى هيئة الصحة في ولاية نيويورك من انتشار مرض شلل الأطفال ثانية فيها والذي يُعد قد قُضي عليه تماما في الولايات المتحدة.
وحث رئيس إدارة الصحة بالمدينة أشوين فاسان سكان نيويورك على التطعيم، قائلا “الخطر على سكان نيويورك حقيقي، لكن الحماية بسيطة للغاية، احصل على لقاح ضد شلل الأطفال”.
وأشارت السلطات إلى حالة ظهرت في يوليو/تموز الماضي عندما أصيب شخص غير حاصل على التطعيم بشلل الأطفال في مقاطعة روكلاند المتاخمة للمدينة، وهي الحالة الأولى بالولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
ما شلل الأطفال؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن “شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يُحدث شللا تاما في غضون ساعات من الزمن. وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر -بصورة رئيسية- عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه أو الأطعمة الملوثة) ويتكاثر في الأمعاء. وتتمثّل أعراض المرض الأولية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة)، ويلاقي ما يتراوح بين 5 و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها”.
وتضيف منظمة الصحة “ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، ولكنه يمكن أن يصيب أي شخص غير ملقح ضده بصرف النظر عن عمره”.
وتقول منظمة الصحة “لا يوجد علاج لشلل الأطفال؛ ولكن يمكن الوقاية منه. ولقاح شلل الأطفال الذي يعطى في شكل عدة جرعات يمكن أن يقي الطفل من شر المرض طوال العمر. وهناك لقاحان متاحان هما اللقاح الفموي لشلل الأطفال ولقاح شلل الأطفال المعطل، وكلاهما فعال وآمن؛ وهما يُعطيان كذلك في توليفات مختلفة في أنحاء العالم بأسره رهنا بالظروف الوبائية السائدة والبرامج المنفذة محليا لضمان التمكن من توفير أفضل حماية ممكنة للسكان”.
Post comments (0)