أعرب رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمان، عن تطلعه إلى تتويج أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي والجزائري لرجال الأعمال، بمخرجات ونتائج ترقى إلى المستوى الرفيع والمتميّز للعلاقات السياسية الأخوية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد بن عبد الرحمان، لدى اشرافه اليوم الثلاثاء 03 أكتوبر 2023 على افتتاح اشغال المنتدى مع نظيره التونسي بالعاصمة الجزائرية، أنّ تنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة بالتزامن مع انعقاد الدورة الثانية والعشرين للّجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-التونسية للتعاون، يبرز حرص وعزيمة قيادتي البلدين على إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون والشراكة الثنائية، والمضي بهما إلى آفاق ومستويات أرحب، تتناسب والقدرات الهائلة التي يزخر بها البلدان.
ولاحظ ان الوفد الحكومي الهام الذي يرافق رئيس الحكومة احمد الحشاني، يعكس الأهمية التي توليها تونس لتطوير علاقات اقتصادية أكثر تميّزا وعمقا مع الجزائر، بما يقتضي من الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين والتونسيين الاستغلال الأمثل لكافّة الفرص المتاحة من أجل الرفع من حجم المبادلات التجارية وتوسيعها، وهو هدف مشترك للبلدين تم التأكيد عليه مؤخرا خلال الدورة الخامسة للّجنة التجارية المشتركة لمتابعة التبادل التجاري، التي انعقدت بتونس يوم 15 سبتمبر الماضي.
وأضاف أن هذا الهدف لن يتم تحقيقه، إلا من خلال ربط شراكات مربحة للطرفين في القطاعات ذات الأولوية التي تخدم مصلحة البلدين، على غرار الطاقة والطاقات المتجدّدة والصناعة بمختلف شعبها والفلاحة ومواد البناء والمنتوجات الصيدلانية والتجهيزات الطبية والبيئة وإعادة رسكلة النفايات وغيرها من الميادين.
كما صرح بأن موقع الجزائر الاستراتيجي، كما هو الشأن بالنسبة الى تونس، يجعل منها همزة وصل بين قارتي إفريقيا وآسيا مرورا بالشرق الأوسط وكذلك بوابة نحو أوروبا، مشيرا إلى أنّ كل تلك المناطق تربطها مع الجزائر وتونس اتفاقيات تبادل حر، بما يستوجب الاهتمام بتعزيز المبادلات الاقتصادية مع دول إفريقيا الغربية التي تعد من الأسواق الواعدة بتعداد سكاني يفوق 350 مليون نسمة.
وأكد أنّ انتماء الجزائر وتونس لمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، يتيح آفاقا واعدة للاستثمار المشترك والتوجه بالتصدير نحو بلدان إفريقيا، وهو ما يستدعي توحيد وتكثيف الجهود وتنسيق سياسات تطوير تنافسية المنتوجات الموجهة للتصدير.
وشدد على ان تونس التي تربطها مع الجزائر علاقات تاريخية عريقة، وأواصر اجتماعية وثقافية متنوّعة ومتينة، فضلاً عن علاقاتهما السياسية الممتازة، التي تعدّ مثالا للتميّز في المنطقتين العربية والإفريقية، هي كذلك من الشركاء الاقتصاديين البارزين للجزائر من حيث حجم الاستثمارات والمبادلات التجارية، كما تعتبر الجزائر أهم شركاء تونس التجاريين في إفريقيا والعالم العربي.
وأوضح في هذا الصدد، أن المبادلات التجارية بين البلدين في قطاع المحروقات شهدت خلال الأشهر السبعة الاولى من السنة الحالية ارتفاعا بنسبة 54 بالمائة، وهو رقم مرشح للارتفاع في قادم الأشهر والسنوات بفعل الجهود التي يبذلها البلدان لتنسيق السياسات وتذليل العقبات، في سبيل الارتقاء بالمبادلات التجارية إلى المستوى المنشود.
أما بخصوص مجال الاستثمار، فقد أعرب رئيس الحكومة الجزائري عن ارتياحه لفرص التكامل الاقتصادي بين الجزائر وتونس، والمزايا والمقومات التي يوفرها سوقا البلدين، بما سيشكل أرضية سانحة لانطلاقة جديدة للشراكة الثنائية وربط علاقات أعمال دائمة وإبرام صفقات مربحة للجانبين، انطلاقا من القناعة الراسخة والمشتركة للبلدين بأنّ هذا المنتدى سيكون بداية لعهد جديد في العلاقات التجارية والاقتصادية بين تونس والجزائر، وبين رجال الأعمال والمستثمرين الجزائريين والتونسيين.
المصدر (وات)
Post comments (0)