انطلقت اليوم الاثنين بالحمامات الجنوبية أعمال المؤتمر الدولي للمديرين الوطنيين ورؤساء مجالس ادارة الجمعيات الوطنية لقرى الاطفال “س و س” بغرب ووسط وشمال افريقيا الذي تحتضنه تونس لاول مرة وينتظم من 18 الى 20 سبتمبر تحت شعار “القوة” بمشاركة ممثلين عن 25 بلدا من افريقيا واوروبا ومن أمريكا اللاتينية.
واشارت وزيرة الاسرة والطفولة وكبار السن امال بلحاج موسى في تصريح ل/وات/ على هامش افتتاح اعمال هذه التظاهرة ان انعقاد المؤتمر في تونس يمثل تأكيدا لتميز التجربة التونسية في مجال التعهد بالطفولة الفاقدة للسند العائلي ولما تحظى به قرى “س و س” من عناية الدولة التونسية التي توفر تمويلا لهذه الجمعية ب7،5 مليون دينار كل ثلاث سنوات بالاضافة الى ما توليه لها من متابعة وتاطير.
ولاحظت ان ملف الاطفال مكفولي الدولة لا يقتصر على قرى الاطفال بل انه يشمل كذلك رعاية الاطفال بمؤسسات الطفولة المندمجة ب22 مركزا فضلا عن التعهد بمركبات الطفولة في اطار تعهد الاقامة الكاملة لفائدة 400 طفل وتعهد نصف الاقامة الذي يوفر للاطفال المستلزمات الدراسية والتي استفاد منها بالنسبة لهذه العودة المدرسية 6700 طفل بالاضافة الى خدمات الاعاشة التي ستنطلق في غرة اكتوبر بالمراكز المندمجة وبمركبات الطفولة.
وبينت ان المقاربة التونسية لرعاية الطفولة الفاقدة للسند تقوم على الرعاية المؤسساتية والايداع العائلي وعلى دعم الاسر عبر تعزيز الصمود الاقتصادي للاسرة ذات الوضعيات الخاصة من خلال مختلف برامج التمكين الاقتصادي للوزارة والتي شملت خلال هذه السنة 1300 اسرة تونسية باعتمادات بنحو 14 مليون دينار مع العمل على مضاعفة هذا العدد خلال سنة 2024. ولفتت من جهة اخرى الى ان رعاية الطفولة في تونس تأخذ بعين الاعتبار ما يعيشه العالم من تاثيرات سلبية لتغيرات المناخ والحروب والفقر على الاطفال ومن ضعف لنسب التمدرس بالتركيز على تعزيز مكاسبها بخصوص نسبة التمدرس التي ناهزت 99،6 بالمائة وبرفع رهان تطوير نسبة التغطية برياض الاطفال (مرحلة ما قبل الدراسة) التي تطورت خلال سنتين من 38 بالمائة الى 43 بالمائة بعد تسجيل 2700 طفل في الرياض الدامجة ونحو 20 الف طفل في اطار برنامج روضتنا في حومتنا.
ولاحظ بخصوص معالجة ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة ان الوزارة تنفذ برنامجا للتمكين الاقتصادي لامهات التلاميذ المهددين بالانقطاع المبكر عن الدراسة والذي شمل الى حد اليوم 1000 ام مع العمل على مضاعفته مرات ومرات خلال السنوات القادمة.
واطلقت الوزيرة في كلمتها الافتتاحية بالخصوص رسالة للمنظمات الاممية وللمؤسسات الاقتصادية الكبرى نداء لتحمل مسؤوليتها المجتمعية ازاء الطفولة الفاقدة للسند ولمعاضدة جهود الدولة في رعاية هذه الفئة ووقياتها من كل المخاطر والازمات.
وأبرزت رئيسة البرامج بالمكتب الدولي لفدرالية قرى الاطفال س و س انجلا ماريا روزالس من جهتها اهمية تنظيم هذا الملتقى الاقليمي في تونس بما يوفره من فرص لتعميق النقاش حول انجع السبل لرعاية الطفولة الفاقدة للسند وخاصة في بلدان الاقليم بما يواجهونه من صعوبات وازمات والاستفادة من التجارب الناجحة لرعاية الطفولة الفاقدة للسند ومن بينها التجربة التونسية التي تقوم على التعاون الوثيق بين الحكومة والجمعيات والرعاية داخل الاسر عبر برامج التمكين الاقتصادي لوقاية الاطفال من مختلف المخاطر.
وأشارت إلى اهمية التجربة التونسية بما تقوم عليه من برامج رعاية متنوعة ومن اساليب البحث عن التمويل الذي يتعزز بالتمويل الحكومي والتمويل الجمعياتي ومساندة الافراد الراغبين في توفير الدعم المادي لقرى الاطافل من اجل تحقيق هدف انساني كبير يتعلق برعاية الطفولة الفاقدة للسند.
وذكر رئيس الجمعية التونسية لقرى الاطفال س و س محمد مقديش ان الهيئة المديرة انطلقت في العمل منذ ثلاث سنوات بدعم من الحكومة التونسية بعد توقف الدعم الالماني الذي تواصل لنحو 40 سنة ووجهت الدعوة للتونسيين للتبرع لفائدة الجمعية بما مكن من مضاعفة ميزانية الجمعية 3 مرات من 4 الى 12 مليون دينار ومن تطوير رعاية الاطفال فاقدي السنة خاصة في عائلاتهم من 900 الى 2500 طفل.
وبين ان الفتوى الصادرة عن سماحة مفتي الجمهورية المرحوم عثمان بطيخ باعطاء اموال الزكاة لقرى الاطفال س و س كان لها اثرا ايجابيا كبيرا على تعزيز موارد الجمعية خاصة وان اكثر من 50 بالمائة من موارد الجمعية متاتية من اموال الزكاة، مقدرا الاموال المتاتية من الارساليات القصيرة هذه السنة بنحو 1 مليون دينار.
ولاحظ ان الجمعية ما تزال في حاجة الى دعم اكبر من التونسيين خاصة وان عدد المحتاجين للرعاية يصل الى 31 الف طفل وان النسبة للاكبر للدعم المادي متاتية من المواطنين العاديين بينما “ما تزال الشركات الكبرى والشركات المدرجة بالبورصة لا تقوم بواجبها تجاه الطفولة الفاقدة للسند”.
ورأى ان تونس قادرة بتجربتها الناجحة في رعاية الطفولة الفاقدة للسند على ان تكون منصة اقليمية للتكوين في مجال رعاية الطفولة الفاقدة للسند كاشفا ان الجمعية التونسية تسعى إلى بعث مركز اقليمي للتربصات بقرية قمرت والمقدرة تكلفة انجازه ب1،5 مليون اورو بالاضافة الى العمل على تعبئة التمويلات اللازمة لاعادة بناء قرية سليانة والمقدرة ب2،5 مليون اورو.
وات
Post comments (0)