وفي عيدها الوطني ماتزال المرأة التونسية تعاني من ضغوط المجتمع,وتحارب مصاعب الحياة لكسب حقوقها.ورد اعتبارها من من أساء لها,”إيمان الدخلاوي” نموذج المرأة التونسية التي لم تنصفها فعليا مؤسسات الدولة القضائية وكذلك المجتمع.ويحاول زوجها في كل مرة التنكيل بها وتهديدها.
وقد كان جيرانها يلمزونها ويقتاتون عيوبها ويحملونها مسؤولية مصيرها المشؤوم,بينما استكنت تعاتب نفسها عن هذا الإختيار الخاطئ ,وعدم عدولها عن الزواج حينما استشعرت الكارثة.تحظى بوابل من التجريح وخطابات مشحونة أذى و احتقارا واستكبار.
بعد 4 أشهر من زواجها تجد نفسها “معلقة لا متزوجة وغير مطلقة”,ولا تملك حيلة غير العودة الى منزل والدها لعلها تجد الراحة و الإطمئنان,تلتمس من محيطها القريب والبعيد احتواء ومساندة.فقد هجرها زوجها وانتقل من القيروان الى ولاية المهدية وتركها حامل في شهرها الثالث.
ولم يبدي أي استعداد لمعاضدتها في تربية ابنتهما,حتى أنه بعد الولادة لم يكلف عناء نفسه زيارة ابنته.
“بعد زواجنا مباشرة بدأ يبرز مخالبه و يسعى الى تحويل حياتي جحيما مسعورا”
هكذا وصفت إيمان الدخلاوي حياتها الزوجية التي لم تستمر أكثر من 3 أشهر حتى سارع زوجها “لطفي ملاط”الى هجرها ومغادرة الولاية نهائيا.
هروب من مسؤولية الأبوة وخوف من أصفاد الشرطة
حيث انتقل الى منطقة الشابة من ولاية المهدية هاربا من مسؤولية الأبوة و الزواج من جهة وخوفا من أصفاد الشرطة من جهة أخرى.
فملاط متهم “بمحاولة القتل العمد مع سابقية الرصد”,كما أنه يتهرب منذ أشهر وسنوات من أداء النفقة لابنته و زوجته.
وقد تخلدت في ذمته إلى غاية 09 مارس 2022 نفقة زوجته إيمان وابنته 5.400.000 دينارا تونسيا,الى جانب ما تخلد بذمته بعد التاسع من مارس 2022 والى حد اليوم 13 أوت 2022,ولم يؤدي منها ولا مليما واحدا.
ورغم ما يقع على عاتق لطفي ملاط من قضايا إلا أنه مايزال حرا طليقا دون عقاب.وهنا تساءلت ايمان وعائلتها “كيف يمكن أن لا تتمكن الجهات الأمنية المعنية من القبض عليه و اجباره على أداء واجباته أو عقابه على ما اقترفت يداه من جرائم اذا ما ثبتت عنه”.
من جهتها عبرت أخت إيمان الدخلاوي عن المعاناة التي عاشتها أختها سواء عند الأشهر الأولى للزواج حينما كان زوجها ملاط مايزال معها بعدُ أو بعد تركه لها.حيث أقرت أن جيرانهم و عائلتها الموسعة قد باتوا يسألونها أينما أتيحت لهم رؤيتها عن تفاصيل مشاكلها مع زوجها و محملينها المسؤولية من جهة ومشفقين عليها من جهة أخرى.
غير أنهم لا يعلمون أن هذه المرأة قد حفرت حاضرها بشجاعة و جسور لا تخاف كلماتهم الجارحة أو تهديدات الرجل الذي تزوجته,ولا تعنيها نظرات الشفقة والازدراء التي طالتها.
معاناة يومية و أجر زهيد
إيمان الدخلاوي هي نموذج امرأة قررت التخلي عن العلاقات السامة و رسم طريق مليئا بالقوة و الثقة لها ولابنتها.تحاول في كل مرة حماية ابنتها من تهديدات زوجها الذي تركها,وتعمل في الفلاحة بـ 12 دينارا في اليوم لتوفر الطعام والماء.
من قبل شروق الشمس تنهض لترتب المنزل وتحضر طعام ابنتها التي تبلغ من العمر 3 سنوات,ثم تشد رحالها نحو العمل منذ طلوع الشمس وحتى العصر تعمل تحت حر الشمس بمبلغ زهيد لا يغني من جوع.
وفي المقابل لم تتمكن السلط من إجبار زوجها ملاط على دفع النفقة
وفي هذا السياق قالت ايمان ” يا لها من مفارقة..عين محاميين اثنين بإمكانه أن يدفع أموالا لهم ولكنه يرفض بتعنت تحمل مصاريف ابنته.. بل أكثر من ذلك أي مساعدة اجتماعية تصرف لنا يسارع هو ويسحبها على الفور”.
تهديدات بالقتل
وتطالب إيمان كل مكونات المجتمع و الأطراف المسؤولين للوقوف معها لاسترداد حقوق ابنتها في النفقة حتى تقوى على تربيتها و تقوى على مصاعب هذه الحياة الشاقة فقد عيل صبرها من عدد الجلسات وعدد المرات التي خطرت فيها على هيئات المحاكم و القضاء دون جدوى.
وفي المقابل أعربت إيمان عن تخوفها من افلات ملاط من العقاب
وأوضحت أنه يهددها كل ما سنحت له الفرصة بإيذائها و افتكاك ابنتها
ورغم أن لديها أدلة الا أنها لم تأخذ حقها,بعد.
وأضافت إيمان قولها:” أخاف على ابنتي عندما تكبر قليلا بعد و ترتاد المدرسة..أخاف أن يخطفها..فقد هددني بذلك بصريح العبارة..كما أنه هددني بالقتل بصفة غير مباشرة وقال لي سأسحبك معي إلى المهدية و أفعل لك ما فعله ابن عمي مع زوجته (في اشارة بالقتل)”
تدعو إيمان إلى معاضدة مجهودها لافتكاك حقوقها و حماية ابنتها.
وتشدد أيضا على ضرورة الالتفاف حول قضايا المرأة التونسية و مشاكلها الحقيقية بعيدا عن تبجح الساسة وادعاءات القادة وانتهازية بعض مكونات المجتمع المدني.
Post comments (0)