أرجع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار سبب تغيّر لون مياه البحر للأخضر على سواحل مدينتي حمام الأنف والزهراء بالضاحية الجنوبية للعاصمة إلى ما وصفه بالتكاثر الهائل للطحالب الدقيقة أو ما يعرف بـ”إزهار العوالق النباتية”.
ووفق بلاغ نشره المعهد على صفحته الرسمية اليوم الاثنين، فقد توجّه فريق من المعهد إلى الموقع أول أمس السبت وأجرى المعاينات اللازمة وأخذ عينات من الماء للدراسة.
وقد اظهرت نتائج التحاليل المجهرية المجراة أن اللون الأخضر الملحوظ يرجع إلى الانتشار الهائل للطحالب الدقيقة (بلوم) التي تهيمن عليها في المقام الأول الأنواع غير السامة وقد تمت معاينة تركز كبير لعدة ملايين من الخلايا في اللتر الواحد.
واعتبر المعهد، في بلاغه، أن هذه الظاهرة طبيعية وتحدث بشكل عام نتيجة إثراء البيئة البحرية بالمغذيات، كما ان هطول الأمطار الأخيرة جعل مياه الجريان السطحي وكذلك المياه القادمة من وادي مليان تحمل إلى هذه المنطقة كمية هامة من المغذيات النيتروجينية والفوسفاتية، فضلا عن الدور الرئيسي الذي لعبته أشعة الشمس ودرجة الحرارة المرتفعة نسبيًا، والرياح السائدة خلال الفترة الأخيرة في بروز هذه الظاهرة.
يذكر ان المدير الجهوي لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، صلاح الشتيوي، قد أوضح في تصريح سابق لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن التحول في لون مياه شاطئ حمام الأنف وميله إلى اللون الاخضر والذي تمت ملاحظته خلال اليومين الاخيرين هو حالة طبيعية تعرف لدى المختصين بازدهار العوالق النباتية (الطحالب البحرية) وكثافتها بفعل عوامل مختلفة.
وأضاف الشتيوي، أن هذه الظاهرة لا علاقة لها بالتلوث، حيث تزداد كثافة العوالق البحرية التي يفرزها البحر في فصل الشتاء بفعل العوامل الطبيعية المحفزة لازدهارها كتغير درجات حرارة المياه، وحركة التيارات البحرية المحملة بالمغذيات، وكذلك نشاط الرياح الموسمية.
وشهد شاطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة خلال الفترة الأخيرة تغيّرا في لون مياه الشاطئ، وهو مادفع العديد من مرتادي وسكان الضاحية الجنوبية للتساؤل عن أسباب هذه الظاهرة، وربط العديد منهم ظهورها بحالة التلوث التي ميزت الواجهة البحرية للشريط الساحلي خلال السنوات الماضية بفعل عوامل السكب الصناعي والتلوث الناجم عن ربط مياه الصرف الصحي بالبحر.
وات
Post comments (0)