وقد وجهت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات نداء إلى الموطنين لتوخي الحذر وأخذ الاحتياطات لمنع زيادة انتشار هذا النوع من البعوض، كما قدمت عدة توضيحات حول مدى خطورة النوع المنتشر في الجزائر.

البعوضة المزعجة

وأكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني أن النوع المنتشر في الجزائر لبعوضة النمر يختلف عن النوع الإفريقي الناقل للفيروسات الخطيرة المسببة للأمراض، مثل حمى الضنك أو الشيكونغونيا وزيكا.

وقال بركاني لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الوضعية في الجزائر غير مقلقة وإنما مزعجة للمواطنين، خاصة وأن البعوضة المنتشر حاليا غير مريضة بالفيروسات الخطيرة”.

ويرى الطبيب الجزائري أن “عملية القضاء على بعوضة النمر المزعجة، هي مسؤولية مشتركة بين المواطنين والسلطات المحلية، وذلك من خلال تكثيف عمليات القضاء على المياه الراكدة التي يتكاثر فيها هذا النوع من البعوض الصيفي”.

وأضاف بركاني: “لا يمكن الاعتماد فقط على حملات تطهير الأحياء بالمبيدات للقضاء على البعوض وإنما يجب أن يقوم كل مواطن بتطهير محيط بيته من المياه المتحجرة والتي تتواجد في محيط الحدائق المنازلية”.

من جهتها، أكدت وزارة الصحة الجزائرية أن وجود هذه البعوضة بكثرة لا يعني أن الأمراض التي يمكن أن تحملها ستظهر بشكل تلقائي، وأكدت أن حمى الضنك والشيكونغونيا وزيك غير موجودة في الجزائر نهائيا.

وأوضحت في بيان صدر لها بخصوص انتشار بعوض النمر: “لا يوجد، في هذه المرحلة، أي سبب موضوعي للحديث عن حالة تأهب”.

آثار جانبية لا تستدعي الطبيب

ويؤكد الدكتور سعيد شوقي بوبيدي، المختص في علم الحشرات بمعهد باستور بالجزائر، أن بعوضة النمر انتشرت في مدينة وهران وانتقلت إلى عدة مدن مجاورة لها خاصة الشمالية.

وقال بوبيدي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “البعوضة سوداء اللون وحجمها صغير يتراوح ما بين 2 إلى 8 مليمترات وتسمى بهذا الاسم لأنها تحمل على ظهرها نقاط بيضاء، وبإمكانها أن تبيض ما بين 100 إلى 300 بيضة عند كل وجبة دم”.

وتعيش بعوضة النمر في المياه الراكدة وتفضّل البيئات الحضرية وشبه الحضرية، وتلدغ هذه الحشرة خلال النهار، سيما عند الفجر والغروب وفي أغلب الأحيان خارج المنازل.

ويؤكد خبراء الصحة أن التعرض للسعة بعوضة النمر لا يستدعي التوجه إلى المستشفى، رغم حجم الاحمرار الذي تتركه على المنطقة المصابة والإحساس بالحكة.

وقال الدكتور المختص في علم الحشرات بمعهد باستور: “تختفي الآثار الجانبية للسعة بعوضة النمر، بعد يومين أو ثلاثة ويجب تجنب حك المنطقة الحمراء لأن ذلك سيخلف أثارا بعد الشفاء”.

وتعدّ هذه الحشرة عدوانية جدّا تجاه البشر، وهي تنشط ما بين شهري مايو ونوفمبر، كما يمكنها أن تنقل الفيروسات وقد دخلت تدريجياً إلى القارات الخمس على مدار الثلاثين عامًا الماضية.

المحاربة على ثلاثة محاور

وقد سطرت وزارة الصحة الجزائرية مخططا وقائيا للقضاء على هذه البعوضة وذلك على ثلاثة محاور، تهدف أولا للكشف عن مناطق وجود البعوض ومراقبة انتشارها جغرافيا لتقليل أعدادها.

كما وضعت وزارة الصحة مخططا وقائيا يبقى ساري المفعول من فاتح مايو إلى 30 نوفمبر، للكشف المبكر عن الحالات الوافدة، ومراقبة تطوّر البعوض الغازي، وكذلك التنفيذ السريع والمنسق لإجراءات حماية الأشخاص ومكافحة ناقلات المرض.

وحسب بيان وزارة الصحة، فإنه بإمكان الجميع المشاركة في مكافحة انتشار البعوض، وذلك عن طريق تعديل السلوك واعتماد أعمال بسيطة لإزالة المياه الراكدة حول المنزل، التي تعزز تكاثر البعوض، سواء في صحن إناء الزهور والمزهريات والمزاريب والإطارات والأواني المستعملة، وغيرها.