بطقوس روحانية وعادات متجذرة، يحتفل الجزائريون بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
أما مدارس الجزائر، فتكون على أهبة الاستعداد بتحضيرات تجرى على قدم وساق قبل حلول المناسبة الدينية.
حيث تقام حفلات للأطفال والتلاميذ، تراوحت بين دروس عن السيرة النبوية وتوزيع كتب عنها، مع تعريفهم بأهمية هذه الذكرى الدينية، والهدف من ذلك غرس حب الرسول والاقتداء بسيرته في حياتهم.
حفلات مميزة تصنع البهجة على وجوه تلاميذ المدارس، إذ يرتدون ألبسة تقليدية ويكلفون بإحضار أكلات وحلويات تقليدية مرتبطة بهذه الذكرى الدينية، تجمعهم أيضا أنشودة “طلع البدر علينا” التي يؤديها التلاميذ وقد تكون الأنشودة التي يحفظونها ويرددونها دون اعتبارها “واجباً مدرسياً” بل “واجباً مقدساً”.
وككل مناسبة دينية، تبرز مظاهر فرح أخرى في المولد النبوي بالجزائر، مستمدة من العادات والتقاليد القديمة هذا الشعب العربي، ترمز جميعها للفرح والبهجة.
وعند الحديث عن مناسبة دينية في بلد مثل الجزائر، لا يمكن القفز على المطبخ الجزائري الذي يجود بما لذ وطاب من أكلات وحلويات تقليدية تعبر كلها عن قيمة الفرح.
ومن منطقة جزائرية لأخرى ومن منزل لآخر تختلف إلى حد الأطباق، لكنها الأجواء ذاتها، أجواء عيد بكل ما تحمله الكلمة.
تبدأ تلك الأجواء قبل أيام من حلول ذكرى المولد النبوي، إذ تكتظ الأسواق الشعبية وتزدهر معها تجارة التوابل والحلويات والبخور والمفرقعات والشموع.
ومع حلول ليلة المولد النبوي تنبعث روائح البخور من البيوت والمحلات إيذاناً ببدء الاحتفال بهذه المناسبة الدينية المقدسة، ولا يكاد يخلو منزل جزائري من الشموع.
ووفق عادات قديمة، فإن إشعال الشموع في ليلة المولد النبوي مع ترديد أنشودة “طلع البدر علينا” عادة إلزامية لا يمكن تجاوزها أو حذفها من برنامج الاحتفاء، وهي ترمز إلى إخراج الإسلام البشرية من الظلمات إلى النور.
ذكرى المولد النبوي مناسبة أيضا لصلة الرحم واجتماع العائلات على سفرات جميلة ومزينة بأطباق وحلويات تقليدية ترمز للفرح.
ففي شرق الجزائر يعتبر طبق “الشخشوخة” التقليدي الأكلة المفضلة والمخصصة لذكرى المولد النبوي، وفي جنوب البلاد “الكسكسي” بالمرق الأحمر، و”الرشتة” في العاصمة.
بينما تبقى حلوى “الطمينة” أبرز ما يجمع معظم محافظات الجزائر، فهي حلوى مخصصة للفرح بالمواليد الجدد، وفق عاداتهم.
أما شوارع الجزائر فتتحول ليلة المولد النبوي إلى ما يشبه “حرب شوارع”، ولعدة ساعات لا صوت يعلو إلا صوت المفرقعات التي تحولت في العقدين الأخيرين إلى وسيلة احتفاء وفرح بذكرى المولد النبوي عند أطفال الجزائر.
وككل عام، تسببت تلك المفرقعات في إصابة المئات من الأطفال بحروق، واستقبلت الكثير من المستشفيات حالات إصابات متفاوتة الخطورة، وهي الظاهرة الوحيدة التي يجمع كثير من الجزائريين على أنها دخيلة على عاداتهم وتقاليدهم في الاحتفاء بذكرى خير الأنام.
العين الاخبارية
Post comments (0)