السيارات الطائرة تمثل فكرة خيالية بدأت في الظهور منذ عام 1890، حيث ظهرت كواحدة من الابتكارات المستقبلية التي تخيلها الخيال العلمي، لكنها كانت تواجه تحديات هندسية وفيزيائية تجعلها تبدو بعيدة عن الواقع. رغم ذلك، لم تمنع هذه التحديات المبتكرين من محاولة تحقيق هذا الحلم، وكانت أول محاولة معروفة لبناء سيارة طائرة حديثة من قبل الطيار جلين كيرتس في عام 1917، لكنها باءت بالفشل.
و على الرغم من ذلك، استمرت الأبحاث والابتكارات في هذا المجال، ومع تقدم التكنولوجيا في العديد من القطاعات، أصبح الحلم قابلاً للتحقيق. على مدار السنوات الماضية، طرحت العديد من الشركات نماذج لسيارات طائرة. من أبرز المحاولات كانت شركة “بال-ڤ (Pal-V) ” التي عرضت أول نموذج سيارة طائرة باسم “ليبرتي (Liberty) ” في 2018 وأطلقتها رسميًا في 2022 ضمن معرض جنيف الدولي للمحركات حين حصلت على الترخيص الأول للتحليق في الجو. وقد أظهرت الشركة في عروضها كيفية تحول السيارة من القيادة على الطرق إلى التحليق.
و في عام 2019، قدمت شركة “أليف للطيران” (Alef Aeronautics) طرازًا كهربائيًا يحمل اسم “إيه” (A) ، وهو نموذج يشبه السيارة الكهربائية العادية لكنه قادر على التحليق بمدى يتجاوز 110 كيلومتر. حصل هذا النموذج على ترخيص لاختبارات الطيران من هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية في عام 2023. لتعرض بعد ذلك العديد من الشركات نماذج السيارات الطائرة الخاصة بها، بدءًا من “أساكا إيه 5 ” (Aska A5) التي تبدو كطائرة مروحية كبيرة وحتى سيارة “كلاين فيجن آير كار” (Klein Vision AirCar) التي تبدو أقرب إلى سيارة معتادة ولكن مزودة بأجنحة و”دوروني إتش 1″ (Doroni H1) التي تبدو أقرب إلى مركبة فضائية خرجت حديثا من أفلام الخيال العلمي.
إجمالًا، أصبح حلم السيارات الطائرة أقرب إلى الواقع مع تقدم تكنولوجيا السيارات والطائرات الصغيرة، وأصبحت هذه الابتكارات تقترب من دخول حيز التطبيق الفعلي بفضل التطور في المحركات وأنظمة الطاقة الكهربائية.
وكالات
Post comments (0)