يعتبر التنميل (tingling) في الجسم عرضًا مزعجًا. وفي تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية، قالت الكاتبة ليدي مورا إن الإحساس بالتنميل في الجسم يُعدّ من الأعراض المعروفة، ويمكن أن يعود إلى عدد كبير من الأسباب، حيث يشعر المرء بهذا التنميل في غالبية الأحيان في منطقة الذراعين والساقين، على الرغم من أنه يمكن أن يظهر في أي جزء من الجسم.
وتبين الكاتبة أن التنميل -بشكل عام- يمكن أن يحدث بسبب مشاكل في كل من الأوعية الدموية والجهاز العصبي.
و تستعرض الكاتبة في تقريرها أسبابا يمكن أن يؤدي أيٌّ منها للشعور بالتنميل في جزء من الجسم.
وضعية الجسم الخاطئة
إن وضعية الجسم تعتبر السبب الأكثر شيوعا للشعور بالتنميل، ويحدث ذلك حين يكون أي جزء من الجسم في وضع غير طبيعي لمدة طويلة، خاصة حين يكون الشخص ذا وزن زائد، ويمكن أن يضغط وزنه على أحد الأطراف والأوعية الدموية والأعصاب فيه مما يسبب التنميل، كما يمكن أن تكون جلسة القرفصاء لفترات طويلة أو الاستلقاء على ذراع واحدة من العوامل المحفزة للشعور بالتنميل.
ويعتبر تجنّب الشعور بالتنميل في هذه الحالة أمرًا بسيطًا للغاية، بفضل الحركة المستمرة والتمدد في المقام الأول. كما يمكن أن يظهر التنميل في الجسم أثناء الرحلات الطويلة، وفي هذه الحالة يُوصَى بتغيير وضعية الساقين وأخذ بضع خطوات كلما أمكن ذلك.
القرص الغضروفي
وتصيب حالة القرص الغضروفي الأقراص الغضروفية الموجودة بين الفقرات، ويبرز في هذه الحالة المركز الجيلاتيني للأقراص من خلال ضعف في الحلقة الليفية المحيطة بالقرص الغضروفي، ويمكن أن يضغط هذا النتوء على الأعصاب المجاورة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض متنوعة.
وتظهر الأقراص المنفتقة بشكل متكرر في أسفل الظهر، لذلك تتمركز الأعراض الأكثر شيوعًا في الساقين. وبالإضافة إلى التنميل في الجسم، يعاني الأشخاص من ضعف عضلي وألم في الطرف المصاب. وتختفي أعراض القرص الغضروفي أو تتحسن بعد العلاج بمضادات الالتهاب أو الجراحة.
داء السكري
على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، فإن داء السكري الذي يتم التحكم فيه بشكل سيئ يمكن أن يتسبب في الشعور بالتنميل في الجسم، حيث تؤكد الكاتبة على أن من الضروري أن نتذكر أن هذا المرض المزمن يصيب الأوعية الدموية وأعصاب الأطراف، مما يجعل تدفق الدم إلى مناطق متعددة من الجسم قليلًا، وتكون المناطق الأكثر تضررا من التنميل: اليدين والقدمين، ويمكن أن تصل إلى القدم السكرية.
لذلك يجب الحفاظ على نسبة السكر في الدم في المستويات الطبيعية، كما يعد المشي لمدة نصف ساعة يوميا خيارًا جيدًا لتحسين الدورة الدموية في الساقين.
متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome) هي حالة عصبية يحدث فيها انضغاط على العصب المتوسط أثناء مروره عبر القيد المرن للمعصم، وتشير الدراسات إلى أن الأعراض الرئيسية تشمل الألم والتنميل في الإبهام والسبابة ووسط راحة اليد المصابة.
ويمكن أن تظهر الأعراض في أي وقت من اليوم، لكنها أكثر شيوعا في الليل، ولعل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم الذين يقومون بحركات مستمرة في الرسغ، مثل الذين يعملون في الخياطة.
التصلب المتعدد
إن التصلب المتعدد (Multiple sclerosis) هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة الطبقة التي تغطي الأعصاب وتحميها والتي تعرف باسم الغِمد المياليني، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في التواصل بين الدماغ والنخاع الشوكي وباقي الجسم، ويقود إلى حدوث أضرار دائمة في الخلايا العصبية ومضاعفات في الجسم مثل ضعف العضلات ومشاكل في التفكير والذاكرة.
القلق والتوتر
تستطيع التغيرات النفسية إحداث تغييرات جسدية كجزء من عملية اضطراب الجسد، ولهذا فإن القلق هو من الأسباب المتكررة لتنميل الجسم خاصة في الوجه والذراعين واليدين واللسان. وغالبًا ما تكون نوبات القلق مصحوبة بأعراض أخرى، بصرف النظر عن التنميل، مثل التعرق وخفقان القلب وضيق التنفس.
ولتقليل مدة التنميل، من الأفضل الانتقال إلى مكان هادئ والتنفس ببطء والتركيز على التنفس وتقنيات الاسترخاء لإدارة التوتر.
متلازمة غيلان باريه
متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré syndrome) هي مرض نادر يسبب التنميل وضعف العضلات في الأطراف السفلية، كما يؤثر على حالة الجسم كله، وتتميز متلازمة غيلان باريه بالتهاب الأعصاب المحيطية.
ويمكن أن يظهر هذا المرض بعد بعض الأمراض المعدية، مثل فيروس زيكا وبعض أمراض الجهاز التنفسي الفروسية.
الصداع النصفي
الصداع النصفي حالة شائعة جدا، حيث يشعر بعض الناس ببعض الأعراض غير المحددة قبل أن يصابوا بما يعرف باسم الأورة (Aura)، ويمكن أن تتنوع بشكل كبير بدءًا من الاضطرابات البصرية إلى الإحساس بالتنميل في الساقين والذراعين.
وفي هذه الحالات، عادة ما يستمر التنميل في الجسم لبضع دقائق فقط، قبل ظهور الصداع النصفي.
الكيس الزلالي
ويظهر الكيس الزلالي (Synovial cyst) على شكل عقدة صغيرة في الجلد على مستوى مفاصل اليدين أو القدمين، ويمكن أن يكون له حجم متغير ويضغط على الأوعية والأعصاب المجاورة، مما ينتج عنه التنميل في الأصابع.
ويحتاج وجود كيس زلالي إلى تقييم من قبل الطاقم الطبي، لأن الجراحة غالبًا ما تكون ضرورية لإزالته. ولحسن الحظ، سوف تختفي الأعراض من تلقاء نفسها بعد وقت قصير من إزالة الكيس.
Post comments (0)