في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأميّة الموافق ليوم 08 سبتمبر من كل سنة، أشرف وزير الشؤون الاجتماعية السّيد مالك الزاهي صباح اليوم الجمعة 08 سبتمبر 2023 بمقر بورصة الشغل بتونس البحرية، على موكب احتفال الوزارة بهذه المناسبة وذلك بحضور الوفد المرافق له والمدير العام للمركز الوطني لتعليم الكبار وعدد من العاملين بالقطاع وعدد من الدارسين.
وتولى الوزير تكريم الدارسين المتفوقين في شهادة التربية الاجتماعية “تعليم الكبار” خلال السنة الدراسية 2023/2022.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية بالمناسبة أن مقاومة آفة الأمية تُعد قضية وطنية تحظى باهتمام سيادة رئيس الجمهورية وتستوجب انخراط كل الفاعلين فيها من قطاع عام وقطاع خاص ومجتمع مدني، مبينا أن الوزارة عملت على إفراد هذا الملف اهتماما خاصا لإيماننا العميق بأن محاربة ظاهرة الأمية لا تقل أهمية على مقاومة الفقر وغيرها من الآفات الاجتماعية.
وأبرز الوزير أن الوعي بخطورة ظاهرة الأمية وبنتائجها السلبية على الفرد والمجتمع تدفعنا اليوم إلى لفت أنظار الرأي العام الوطني لتظافر الجهود وتعبئة الطاقات بهدف مقاومتها والحد من تأثيراتها الوخيمة.
وفي هذا الإطار، بيّن وزير الشؤون الاجتماعية السّيد مالك الزاهي أن الـوزارة شرعت في اتخاذ عدة إجـراءات للنهـوض بقطاع محـو الأمية وتعليـم الكبـار ومنها أساسا:
– وضع استراتيجية جديدة “من محو الأمية وتعليم الكبار نحو التعلم مدى الحياة” تستهدف المنقطعين عن الدراسة للإحاطة بهم وتأطيرهم.
– تحيين ومراجعة الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار في انتظار إحالتها على أنظار رئاسة الحكومة لنيل المصادقة عليها.
– بناء جسور شراكة فاعلة واستراتيجية مع شبكة من المتدخلين في القطاع العام والخاص والمجتمع المدني.
– الشروع بالتنسيق مع الكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار في تطوير المناهج التعليمية المعتمدة حاليا بما يواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين الوطني والدولي.
– الرفع من الدافعية الذاتية للتعلم لدى الدارسين والعمل على تعزيز مكتسباتهم القرائية وتملّك مهارات أساسية وهو ما من شأنه أن يكون عاملا مؤثرا في عملية الاستقطاب تجسيما لمبدأ التعلم مدى الحياة.
وأبرز الوزير أن تحقيق نتائج إيجابية لتقليص نسبة الأمية هو رهين الرفع من قدرات العاملين المباشرين لتنفيذها على الميدان وتحسين ظروفهم المهنية وخاصة منهم المدرسين، مبينا أن الوزارة انطلقت في تسوية الوضعية المهنية لحوالي 1018 مدرس تربية اجتماعية لإيمانها بأهمية الموارد البشرية باعتبارهم جنود الصفوف الأمامية لخوض هذه الحرب ضد آفة الأمية، متوجها بالشكر إلى كل العاملين في قطاع محو الأمية وتعليم الكبار وكل الأطراف المتدخلة والمتعاونة وخاصة شركاء الوزارة من المجتمع المدني.
وأشار الوزير أنّ ما كشفت عنه النتائج الرسمية من ارتفاع للنسبة العامة للأمية بالبلاد والمقدرة في حدود 17.7 % أي ما يقارب مليوني أمي، تدعو كافة الأطراف المتدخلة إلى إيلاء قضية محو الأمية المكانة الجديرة بها من الاهتمام ضمن سلم اهتماماتنا وأولوياتنا الوطنية، حيث نسعى أن نتمكن من تقليصها إلى 15.8 % مع حلول سنة 2026.
وأبرز الوزير دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية في تحسيس الرأي العام بخطورة ظاهرة الأمية والعمل على التقليص من نسبتها وذلك من خلال التعريف بالأنشطة والبرامج التعليمية والمهارية وإيصال الرسائل المحفزة التي تهدف إلى الترغيب في التعلم والتدريب المهاري للدارسين خصوصا في المناطق الريفية والجهات الداخلية للبلاد وذلك مساهمة منها في رسم معالم تونس الجديدة.
Post comments (0)