تجتاح العالم موجة حر تعرف باسم ظاهرة “النينيو المناخية”، إذ إن درجات الحرارة العالمية تتراوح حاليا حول 1.1 درجة مئوية فوق المعدل المتوسط، وهو ما تم تسجيله أيضا في الفترة ما بين الأعوام 1850 و1900.
وتحدث ظاهرة النينيو في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادةً من تسعة إلى 12 شهراً. وهي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ. ولكنه يحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.
وتطورت ظروف ظاهرة النينيو في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، لتمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.
ويتوقع تحديث جديد صادر من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن هناك احتمالاً بنسبة 90 في المائة لاستمرار ظاهرة النينيو خلال النصف الثاني من عام 2023. ومن المتوقع أن تتسم هذه الظاهرة بقوة معتدلة على أقل تقدير.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) البروفيسور بيتيري تالاس: “إن ظهور ظاهرة النينيو سيزيد كثيراً من احتمال تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة وإحداث المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات”.
تقترن ظاهرة النينيو عادة بزيادة هطول الأمطار في أجزاء من المناطق الجنوبية في أمريكا الجنوبية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي ووسط آسيا.
وفي المقابل، من شأن ظاهرة النينيو أن تتسبب أيضاً في حدوث موجات جفاف شديدة فوق أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من المناطق الجنوبية من آسيا وأمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية.
وخلال فصل الصيف الشمالي، يمكن لمياه النينيو الدافئة أن تغذي الأعاصير في وسط/ شرق المحيط الهادئ، بينما يمكن أن تعيق تكوين الأعاصير في حوض المحيط الأطلسي.
وتخلف ظاهرة النينيو عموما تأثيرا معاكسا لظاهرة النينيا التي وقعت في الآونة الأخيرة، والتي انتهت في وقت سابق من عام 2023.
وكان متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2022 أعلى من متوسط الفترة 1900–1850 بنحو 1.15 درجة مئوية بسبب ظاهرة النينيا الثلاثية التبريد.
Post comments (0)