الامراض الخبيثة محور اعمال المؤتمر العلمي التونسي الفرنسي لطب الأشعة المنعقد من 6 إلى 8 ماي 2022 بالحمامات

تمثل “الامراض الخبيثة” (الامراض السرطانية) المحور الرئيسي لأعمال المؤتمر العلمي التونسي الفرنسي لطب الأشعة الذي يلتئم بالحمامات من 6 الى 8 ماي 2022 بمشاركة عدد هام من المختصين في الاشعة من تونس وفرنسا ومن بلدان مغاربية ولبنان ومصر.

وأفادت رئيسة الجمعية التونسية لأطباء الأشعة، رئيسة قسم الأشعة بمستشفى صالح عزيز اسماء الزيدي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء اليوم الجمعة، ان اختيار موضوع الامراض الخبيثة محورا لهذا المؤتمر العلمي مرده تزايد الاصابة بالأمراض السرطانية في تونس وفي عديد البلدان فضلا عن الحرص على تطوير قدرات المختصين في التصوير بالأشعة باعتبار أهمية هذا الاختصاص المعاضد لكل الاختصاصات الدقيقة ودوره البارز انطلاقا من مرحلة التشخيص الى المتابعة الى علاج الاورام باستعمال التقنيات الحديثة المعتمدة في طب الاشعة.

ولاحظت رئيسة الجمعية التونسية لأطباء الاشعة في تشخيصها لواقع هذا الاختصاص في تونس ان القطاع لا يشكو اشكاليات على مستوى التجهيزات والمعدات او على مستوى كفاءة المختصين التونسيين ولكنه “بات يعاني من اشكالية هجرة الاطباء المختصين في الاشعة للقطاع العمومي وحتى للقطاع الخاص”.

وأبرزت في ذات السياق على ضرورة “اطلاق ناقوس الخطر بخصوص ظاهرة هجرة الاطباء خاصة وان الواقع أثبت وان هجرة الاطباء لا تفسر فقط بالأسباب المادية بل وكذلك بأسباب تدهور محيط العمل وظروفه خاصة المرتبطة بمكانة الطبيب في المنظومة الصحية ووضعيته الاجتماعية لاسيما في علاقته بالعاملين في القطاع والمرضى والمقبلين على المستشفيات”.

وبخصوص انتشار الامراض السرطانية في تونس، كشفت المتحدثة عن تسجيل ارتفاع في عدد الاصابات بسرطان الثدي لدى النساء من الفئة العمرية بين 30 و40 سنة، مبينة ان ظهور السرطان في هذه الاعمار بعد ان كان يستكشف لدى النساء من 50 سنة فما فوق يؤكد ضرورة تعزيز الوعي بخطورة هذا المرض وتجنيد كل الطاقات للتحسيس بأهمية الفحص المبكر والمتواصل “خاصة وان التقصي المبكر لسرطان الثدي في مرحلته الاولى قابل للعلاج والشفاء بنسب 100 بالمائة”، وفق تقديرها.

وأكد رئيس فرع سوسة لنقابة اطباء الاشعة بالقطاع الخاص الحبيب نويرة من جهته، ان قطاع التصوير الطبي في تونس يتميز بالكفاءة العالية للأطباء الذي يترواح عددهم بين 800 و850 مختص، معربا عن الاسف لتنامي ظاهرة هجرة الاطباء المقدر عددهم في اختصاص التصوير الطبي ب250 مختص في اوروبا وكندا وفي بلدان خليجية.

وقال ان “هجرة الاطباء تشكل خسارة فادحة لتونس ان على مستوى تراجع الموارد البشرية المتخصصة بالنسبة للمنظومة الصحية العمومية والخاصة وتمثل خسارة مادية خاصة وان الدولة تستثمر نحو 1 مليون دينار لتكوين طبيب اشعة واحد بينما يخير ثلاثة ارباع خريجي هذا الاختصاص الذين يتراوح عددهم سنويا بين 50 و70 طبيب الهجرة الى الخارج”.

وتابع ان اشكالية هجرة الاطباء هي اشكالية حقيقية يجب التعجيل بإيجاد حلول لها خاصة وان التغطية بالمعدات والتجهيزات اللازمة لهذا الاختصاص “جد محترمة” في ظل توفر نحو 55 جهاز “اي ار ام” و اكثر من 200 “سكانار” (مفراس) فضلا عن ان القطاع مواكب لكل التطورات التكنولوجية ومن بينها بالخصوص التطورات الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي