أثارت قضية بافل دوروف، مؤسس تطبيق المراسلات الشهير “تلغرام”، اهتماماً واسعاً بعد اعتقاله في مطار لو بورجيه في باريس لدى وصوله من باكو، عاصمة أذربيجان. يأتي هذا الحدث ليضيف فصلاً جديداً إلى قصة دوروف، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا.
مسيرة مهنية ملهمة
وُلد بافل دوروف في 10 أكتوبر 1984 بمدينة لينينغراد، التي تُعرف اليوم بسانت بطرسبرغ، روسيا. ينحدر دوروف من عائلة أكاديمية، حيث يعمل والده كأستاذ في فقه اللغة الروسية في جامعة بطرسبرغ. في سن الرابعة، انتقلت الأسرة إلى إيطاليا بسبب دعوة أكاديمية لوالده، حيث درس دوروف في مدينة تورينو قبل العودة إلى روسيا لمتابعة دراسته.
تخرج دوروف في عام 2006 من كلية فقه اللغة بجامعة بطرسبرغ، حيث تخصص في اللغات والترجمة. خلال دراسته، أطلق موقعاً لتبادل المعلومات بين طلاب الجامعة، ثم قام بتأسيس شبكة “فكونتاكتي” الاجتماعية مع شقيقه نيكولاي، والتي أصبحت لاحقاً واحدة من أكبر الشبكات الاجتماعية في روسيا. في عام 2014، باع دوروف حصته في “فكونتاكتي” لشركة “ميغافون” ومجموعة mail.ru.
إطلاق “تلغرام” وتحدياته
في أوت 2013، أطلق دوروف تطبيق “تلغرام” للرسائل مع شقيقه نيكولاي، الذي أصبح بسرعة أحد أكثر تطبيقات المراسلات استخداماً في العالم. بحلول يوليو 2024، بلغ عدد مستخدمي “تلغرام” الشهري 950 مليون، وقدر المستثمرون قيمته بأكثر من 30 مليار دولار. ورغم نجاحه، واجه دوروف ضغوطاً من حكومات متعددة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، بشأن وصول بيانات المستخدمين.
حياة في المنفى والجنسية الفرنسية
بسبب النزاعات مع السلطات الروسية حول مفاتيح التشفير، انتقل دوروف إلى دبي في عام 2014 حيث افتتح مكتباً لـ”تلغرام”، وحصل على الجنسية الفرنسية في عام 2021. عانى التطبيق من حظر في روسيا بين عامي 2018 و2020، لكنه عاد بعد رفع الحظر.
حياة شخصية وتقدير عالمي
دوروف، الذي لم يتزوج، أثار أيضاً الجدل بتصريحاته عن إنجابه أكثر من 100 طفل بيولوجي بفضل تبرعاته. ويحتل دوروف المرتبة الثامنة في تصنيف “فوربس” للمليارديرات الروس لعام 2024، مما يعكس تأثيره البارز في صناعة التكنولوجيا.
روسيا اليوم
Post comments (0)