إنتاج “الزڨوڨو”..المغامرة الشاقة بين ارتفاع الأسعار وزُهدِ أجور عماله

قسم الأخبار-سمير الشّايب

تعتبر منطقة ” سند الحدّاد ” التابعة لمعتمدية مكثر من ولاية سليانة من بين أهم مناطق ولايات الشمال والشمال الغربي التي يمتهن أهاليها عملية استخراج حبوب ” الزڨوڨو ” من مخاريط الصنوبر الحلبي بعد مراحل شاقة تبدأ بالتنقل اليومي للجبال أو التخييم فيها للجني بعد الحصول على تراخيص ثمّ نقل المحاصيل للتسخين في أفران أرضية تقليدية التي تساعد فيها كل ربة بيت زوجها في عملية الدق بالعصي والفرك اليدوي لفصل القشور عن الحب وتنتهي بالغربلة و التنقية و التذرية لتصبح الحبوب جاهزة للبيع وصالحة للاستهلاك .

ينطلق موسم جني مادّة ” الزڨوڨو ” ( ثمار الصنوبر الحلبي )  نهاية شهر نوفمبر وينتهي في بداية شهر أفريل.حيث يستمر العمال في جمع ثمار الصنوبر الحلبي لمدة 6 أشهر وتجهيزه فيما بعد من أجل الاحتفال بالمولد النبوي.

وتمرّ عملية جني ” الزڨوڨو” بعدّة مراحل قبل مرحلة الترويج والبيع أولها  الحصول على تراخيص للجني ومن ثمّ تسخين المنتوج في الأفران وفركه يدويا  لفصل القشور عن الحب وتعد مرحلة الغربلة والتنقية والتذرية آخر مرحلة.

ارتفاع أسعار “الزڨوڨو ” رغم تحسن الإنتاج 

وقد شهدت أسعار “الزڨوڨو ” هذه السنة  ارتفاعا رغم تحسن الإنتاج بنسق طفيف خلال هذا الموسم ” بمنطقة ” سند الحدّاد “،حيث يتراوح سعر الكغ الواحد من “الزڨوڨو ” في بداية هذا الموسم بين 48 و 55 دينارا مسجلا زيادة ب 20 دينارا تقريبا مقارنة بالموسم الماضي .

من جهة  أخرى كشف المرصد الوطني الفلاحي زيادة مخزون حبوب الصنور الحلبي”الزڨوڨو “بنسبة 11 بالمائة مقارنة بسنة 2023،لافتا إلى أن الأسعار على مستوى التفصيل تتجه نحو تسجيل ارتفاع بفعل تكلفة اليد العاملة.

ولعّل أهم أسباب ارتفاع أسعار هذه المادة الغذائية في ظل تحسن الإنتاج،صعوبة الحصول على تراخيص الجني و صعوبة الترويج ،إضافة إلى زيادة الطلب على هذه المادّة من طرف معامل التحويل الغذائي.

ولكن يظل العامل الأبرز الذي دفع الأسعار نحو الارتفاع هو اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يأتي هذه  السنة قبيل موسم الجني.

 جمع “الزڨوڨو” مغامرة شاقة تسبب أضرارا صحية 

وصرح عدد من كهول وشباب المنطقة للحياة آف آم للصحّة أنّ أغلب العائلات تحرم من النكهة الطيبة لهذه الحبوب الأساسية في طبخ عصيدة ” الزڨوڨو ” بسبب الخصاصة.فتجد على الموائد في ذكرى مولد الرسول صلّى الله عليه وسلم “عصيدة” السميد بدلا من”عصيدة الزڨوڨو “نظرا لسعر مكوناتها الذي يتناسب والمقدرة الشرائية للمواطنين.

وقال أحد متساكني المنطقة:”هذه المهنة أصبحت غير مرغوب فيها بسبب مشقتها وأضرارها الصحيّة على الجهاز التنفسي جراء الاستنشاق اليومي للدخان والبخار.”ولا ينفع المدخول الذي يجنى منها وإن تضاعف مشيرا إلى  أضرار ونفقات حوادث السقوط من فوق الأشجار عند القيام بعملية القص، وعلى القيود المفروضة على ترويجها وبدونها لا شغل لهم.

تعد ولايات القصرين وسليانة والكاف، أهم المناطق التي يتواجد بها الصنوبر الحلبي في تونس علما وان اكثر من 277 الف ساكن يقطنون بالقرب من غابات “الزقوقو” في 5 ولايات وهي القصرين والكاف وسلينانة والقيروان وزغوان، وذلك وفق ما نقله المرصد الوطني للفلاحة عن دراسة أعدتها الادارة العامة للغابات سنة 2019.