أكد أطباء مختصون في معالجة الأمراض الصدرية والتغذية أن الكلفة الحقيقية التي تنفقها الدولة لمعالجة الأمراض المرتبطة بالتدخين تفوق بكثير الكلفة التي أعلنتها، مؤخرا، وزارة الصحة، والمتمثلة في نحو 2 مليار دينار سنويا.
وقال الدكتور رضا بن عريف الدكتور في الأمراض الصدرية على هامش مائدة مستديرة نظمتها، اليوم، المنصة الالكترونية المختصة في الطب Med.tn، أن الأضرار المباشرة وغير المباشر للأمراض المتصلة بالتدخين لها تداعيات صحية واقتصادية كبيرة.
وأشار إلى أن معالجة الأمراض المتصلة بالتدخين لها تداعيات على المريض وعلى الصناديق الاجتماعية وعلى الاقتصاد باعتبار عدد ايام العمل الضائعة. وكانت إدارة الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة أعلنت في بيان لها أن رعاية الأمراض الناتجة عن التدخين الدولة في تونس حوالي 2 مليار دينار سنويا أي ما يمثل 1,8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
ويمثل التدخين، بحسب بلاغ نشرته إدارة الرعاية الصحية، أهم أسباب الأمراض السارية في تونس التي تتسبب في أكثر من ثلثي جملة الوفيات وتستهلك أكثر من ثلثي ميزانية العلاج بوزارة الصحة. وقال الدكتور رضا بن عريف إن أكثر50 بالمائة من المرضى الذين يزورون عيادته الخاصة هم من فئة المدخنين وأن 60 بالمائة منهم لديهم أمراض مرتبطة بالإدمان على التدخين.
وأفاد بأن أمراض التدخين تتطور لتأخذ أشكالا خطيرة على غرار الانسداد الرئوي المزمن الذي يرافقه السعال والذي يتحول بدوره في ما بعد إلى ضيق التنفس ثم ضيق التنفس المزمن ثم التصلب في الرئتين إلى ان يتحول إلى سراطانات.
كما نبه من مخاطر التدخين السلبي على الأشخاص غير المدخنين، مشيرا إلى أن أرقام منظمة الصحة العالمية كشفت عن وفاة أكثر من مليون شخص سنويا بسبب التدخين السلبي مقابل أكثر من 8 مليون وفاة بسبب التدخين المباشر.
من جهته اعتبر الطبيب المختص في التغذية زبير شاطر أن الأضرار المباشرة وغير المباشر للأمراض المتصلة بالتدخين تفوق بكثير الرقم الذي أعلنته وزارة الصحة، مرجعا ذلك إلى غلاء كلفة علاج الأورام والأمراض المرتبطة بالتدخين فضلا عن التداعيات الاقتصادية لتلك الأمراض. وانتقد ما اعتبره تراجعا في دور الدولة على مستوى الحملات التحسيسية خاصة لفائدة فئة الشباب والمراهقين، مؤكدا أنه من الصعب إقناع هذه الفئة بالإقلاع عن التدخين إذا لم يقع تحسيسهم خلال الفترات الأولى من تدخينهم.
Post comments (0)